للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ (١)، قال: دخل مَلَكُ الموت -عليه السّلام- على سليمان -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه، ويُدِيمُ النظرَ إليه، فلما خرج مَلَكُ الموت قال الرجل: من هذا؟ قال: مَلَكُ الموتِ، قال: فإِنِّي رأيته ينظر إليَّ كأنه يريدنِي، قال: فما تريد؟ قال: أريد أن تحملني الريحُ فتُلْقِيَني بالهند، فدعا سليمانُ -عليه السّلام- بالريح، فحمله عليها، فألقته بالهند، فقُبِضَ روحه هنالك، ثم أَتَى مَلَكُ الموت سليمانَ عليه السّلام، فقال له: إنك كنتَ تُدِيمُ النظرَ إلى رجل من جلسائي، فقال: كنت أعجب منه، إنِّي أُمِرْتُ أن أَقبِض روحه بالهند وهو عندك (٢).

وقيل: بَلَغَ ابنَ عباس -رضي اللَّه عنه- أن يهوديًّا خرج بالمدينة فَحَسَبَ حسابَ النجوم فأتاه فسأله، فقال له اليهوديُّ: إن شئتَ أنبأتُكَ عن نفسك وعن ولدك، فقال: قد شئتُ، فقال: إنك ترجع إلى منزلك، فتلتقي بابنٍ لك محمُوم، ولا تَمْكُثُ عشَرة أيام حتى يَمُوتَ الصَّبيُّ، وأنت لا تخرج من الدنيا حتى تَعْمَى، فقال له ابن عباس: وأنت يا يهودي؟ قال: لا يَحُولُ عَلَيَّ الحَوْلُ حتى أموت، قال: فأين موتك يا يهودي؟ قال: ما أدري، فقال ابن عباس: صدق اللَّه:


(١) أبو عبد الرحمن أو أبو سعيد الأشعري، من كبار علماء التابعين، فقيه قارئ محدث، مولى الصحابية أسماء بنت يزيد، حدث عنها وعن السيدة عائشة وابنِ عباس وابن عمر رضي اللَّه عنهم، وهو شامي الأصل، سكن العراق، وولي بيت المال مدة، وتوفِّي سنة (١٠٠ هـ). [سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٧٢: ٣٧٨، الأعلام ٣/ ١٧٨].
(٢) هذا الخبر رواه الثعلبي في الكشف والبيان ٧/ ٣٢٩، وينظر: الكشاف ٣/ ٢٣٩، تاريخ دمشق ٢٢/ ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>