للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَمّا رُفِعْتُ إلى سِدْرةِ المُنْتَهَى فِي السماء السابعة، فإذا نَبِقُها مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ (١)، ووَرَقُها مثل آذانِ الفِيَلةِ، يخرج من ساقها نهرانِ ظاهران ونهران باطنان، قلتُ: يا جبريل: ما هذا؟ قال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات" (٢).

{عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥)} قيل: إنه يأوي إليها جبريلُ والملائكةُ -عليهم السلام-، وقيل: تأوي إليها أرواحُ الشهداءِ {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦)} قيل (٣): يغشاها فَراشٌ من ذَهَبٍ، وقيل (٤): تَغْشاها الملائكةُ أمْثالَ الغِرْبانِ حين يَقَعْنَ على الشجر، بدليل ما رُوِيَ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "رَأيْتُ على كل ورقة من ورقها مَلَكًا قائما يُسَبِّحُ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ" (٥) {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧)} يعني: ما مالَ بَصَرُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يمينًا ولا شِمالًا، وما جاوَزَ ما رَأى، وهذا وَصْفُ أدَبِهِ في


(١) هَجَرُ: مدينة بالبحرين، وهي قاعدة البحرين، كانت تُجْلَبُ منها القِلَالُ إلى المدينة. معجم البلدان ٥/ ٤٥٢.
(٢) رواه الإمام أحمد بسنده عن أنسِ بن مالك وعن مالك بن صعصعة في المسند ٣/ ١٦٤، ٤/ ٢٠٧، ٢٠٩، ورواه البخاري في صحيحه ٤/ ٢٤٩ كتاب بدء الخلق: باب حديث الإسراء، والحاكم في المستدرك ١/ ٨١ كتاب الإيمان: ذِكْر سدرة المنتهى.
(٣) رواه الإمام أحمد بسنده عن ابن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المسند ١/ ٣٨٧، ٤٢٢، ومسلم في صحيحه ١/ ١٠٩ كتاب الإيمان: باب في ذِكْرِ سدرة المنتهى.
(٤) رواه الطبري بسنده عن أبِي هريرة في جامع البيان ٢٧/ ٧٥، وينظر: الكشف والبيان ٩/ ١٤٣، الوسيط ٤/ ١٩٨، زاد المسير ٨/ ٧٠، تفسير ابن كثير ٤/ ٢٧٠.
(٥) رواه الطبري في جامع البيان ٢٧/ ٧٥، وينظر: الكشف والبيان ٩/ ١٤٣، الوسيط ٤/ ١٩٨، مجمع البيان ٩/ ٢٩٢، تفسير القرطبي ١٧/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>