للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أَعْطَى السُّرُورَ، وقال بعضهم (١): الحَبَرةُ في اللغة: كُلُّ نعمة حسنة، والتَّحْبِيرُ: التحسين، ومنه قيل للمِداد: حِبْرٌ، لأنه تُحَسَّنُ به الأوراقُ، وقيل للعالِمِ: حَبْرٌ، لأنه يَتَخَلَّقُ بالأخلاق الحسنة، قال الشاعر:

١١٢ - يُحَبِّرُها الكاتِبُ الحِمْيَرِيُّ (٢)

وقيل: {يُحْبَرُونَ}: يتلذذون بالسماع فِي رياض الجنة.

[فصل]

عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن للجنة مائةَ دَرَجةٍ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردَوْس أعلاها سُمُوًّا وأَوْسَطُها مَحِلّةً، ومنها تتفجَّر أنهار الجنة، وعليها يوضَع العرش يوم القيامة"،


= حبر، شبر، التنبيه والإيضاح ٢/ ١٣٧، تاج العروس: حبر، شر.
(١) هو الزَّجّاج، وهذا ما قاله في معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٨٠، وينظر أيضًا: الكشف والبيان للثعلبي ٧/ ٢٩٦.
(٢) هذا عَجُزُ بيتٍ من المتقارب، لأبِي ذؤيب الهُذَلِيِّ، وهو بتمامه:
عَرَفْتُ الدِّيارَ كلخَطِّ الدُّوِيِّ... يُحَبِّرُهُ الكاتِبُ الحِمْيَرِيُّ
وروايته في ديوانه وفي شرح أشعار الهذليين:
عَرفْتُ الدِّيارَ كَرَقْمِ الدَّوا... ةِ يَزْبِرُها الكاتِبُ الحِمْيَرِيُّ
اللغة: الدُّوِيُّ: جمع الدَّواةِ وهي ما يكتب به، حَبَّرَ الخَطَّ: حَسَّنَهُ، والزَّبْرُ: القراءة الخفيفة، وخَصَّ الكاتبَ الحِمْيَرِيَّ لأن أصل الخط العربِيِّ لِحِمْيَرَ، ومن عندهم انتشر فِي سائر العرب.
التخريج: ديوان الهذليين ١/ ٦٤، شرح أشعار الهذليين ص ٩٨، مجاز القرآن ١/ ٣٥٩، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٢٠٠، جمهرة اللغة ص ٣٠٤، الزاهر ١/ ٧٤، إعراب القراءات السبع ١/ ١٤٠، مقاييس اللغة ٢/ ٣٠٩، التهذيب ١٤/ ٢٤٤، زاد المسير ٩/ ٥٥، شرح المفصل ١/ ٣١، عين المعاني ١٠٠/ ب، اللسان: دوا، ذبر، التاج: ذبر، دوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>