للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥)} يعني: في بقعة خضراءَ، والروضة: ما يَنْبُتُ حول الغدير من الأَبِّ، قال الشاعر:

١١٠ - إذا كان مَن تَهْوَى يُعِينُ على الهَوَى... فَما الحُبُّ إلّا رَوْضةٌ وغَدِيرُ (١)

قال الأصمعي (٢): لا يقال: روضةٌ حتى يكون لها ماءٌ تشرب منه. وقال أبو عُبيدة (٣): ليس عند العرب شيءٌ أَحْسَنَ من الرياض المُعْشِبةِ، ولا أَطْيَبَ رِيحًا منها.

وقوله: {يُحْبَرُونَ} قيل: يُكْرَمُونَ بالتُّحَفِ، وقيل: يُنَعَّمُونَ، وقيل (٤): يُسَرُّونَ، والحَبَرةُ والحَبَرُ: السُّرُورُ، ومنه قيل: حَبْرةٌ تَتْبَعُها عَبْرة، قال العجاج (٥):

١١١ - الحَمْدُ للَّهِ الَّذي أَعْطَى الحَبَرْ... مُواليَ الحَقِّ إنِ المَوْلَى شَكَرْ (٦)


(١) البيت من الطويل، لم أقف على قائل له أو مناسبة أو تخريج.
(٢) ينظر قول الأصمعي في المحرر الوجيز ٤/ ٣٣٢، تفسير الثعالبى ٤/ ٣٠٨.
(٣) مجاز القرآن ٢/ ١٢٠.
(٤) قاله ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ص ٣٤٠، ومعنى "حَبْرةٌ تَتْبَعُها عَبْرةٌ"؛ أي: سُرُورٌ يَتْبَعُهُ بُكاءٌ وحُزْن. اللسان: حبر.
(٥) هو عبد اللَّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي، أبو الشعثاء العجاج، راجز مُجِيدٌ، وُلِدَ في الجاهلية وقال الشعر فيها، أسلم وعاش إلى أيام الوليد بن عبد الملك، ففُلِجَ وأُقْعِدَ، وهو أول من رفع الرجز، وشبهه بالقصيد، وكان لا يهجو، توفِّي سنة (٩٠ هـ). [الشعر والشعراء ص ٥٩٥ - ٥٩٧، الأعلام ٤/ ٨٦].
(٦) الرجز للعجاج، ويُرْوَى الأول: " أَعْطَى الشَّبَرْ"، ويروى: "الخِيَرْ ".
اللغة: الشَّبَر: العطية والخير، والشَّبْرُ، بسكون الباء،: مصدر قولهم: شَبَرْتُهُ شَبْرًا: إذا أعطيته.
التخريج: ديوانه ص ٢٤، ٣٤، مجاز القرآن ٢/ ١٢٠، ٢٠٥، إصلاح المنطق ص ٩٧، جمهرة اللغة ص ٣١١، الزاهر ١/ ١٢٤، ديوان الأدب ١/ ٢١٢، تهذيب اللغة ٥/ ٣٤، المخصص ١٥/ ٨٠، الاقتضاب ٣/ ٢٨٦، عين المعاني ورقة ١٠٠/ ب، اللسان: ثبت، =

<<  <  ج: ص:  >  >>