للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضى؟ فقال: ذلك أن معاوية بن معاوية اللَّيْثِيَّ (١) مات بالمدينة اليوم، فَبَعَثَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- إليه سبعين ألف مَلَكِ يُصَلُّونَ عليه، قال: وَفِيمَ ذلك؟ قال: إنه كان يُكْثِرُ من قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فِي الليل والنهار، فِي مَمْشاهُ وَقِيامِهِ وَقُعُودِهِ، فهل لك يا رسول اللَّه أن أقْبِضَ لك الأرضَ فتصَلِّيَ عليه؟ قال: نعم، فَصَلَّى عليه ثم رَجَعَ" (٢).

وعن مقاتل بن حَيّانَ (٣) -رَحِمَهُ اللَّه- قال: قال اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: "إنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ نَسَبًا، وَإنَّ نَسَبِي {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ}، فَمَنْ أتانِي بِها قارِئًا أو مُصَلِّيًا فِي دَهْرِهِ أرْبَعةَ آلَافِ مَرّةٍ ألْزَمْتُ لِواءَهُ إلَى قائِمةِ عَرْشِي، وَشَفَّعْتُهُ فِي اثنَيْ عَشَرَ ألْفًا قد اسْتَوْجَبُوا عُقُوبَتِي، ولولا أنِّي قَضَيْتُ أنَّ كُلَّ نَفْسٍ ذائِقةُ المَوْتِ ما قَبَضْتُ رُوحَهُ" (٤)، واللَّه أعلم.

* * *


(١) ويقال: معاوية بن مُقَرِّنٍ المُزَنيُّ، صحابِيٌّ تُوُفِّيَ في حياة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، رَوَى عنه نصر بن عاصم. [أسد الغابة ٤/ ٣٨٩، الإصابة ٦/ ١٢٦].
(٢) رواه البيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٥٠ كتاب الجنائز: باب الصلاة على الميت الغائب بالنية، ورواه أبو يعلى في مسنده ٧/ ٢٥٦، ٢٥٧، وينظر: الضعفاء الكبير ٣/ ٣٤٢، كتاب المجروحين ٢/ ١٨١، الكشف والبيان ١٥/ ٣٣١.
(٣) مقاتل بن حيان بن دَوالْ دُورْ، أبو بسْطامٍ النَّبَطِيُّ الخَزّازُ، الإمام العالِمُ المُحَدِّثُ الثِّقةُ، كان من العلماء العاملين ذا نُسُكٍ وَصاحبَ سُنّةٍ، ثِقةً صالِحَ الحديث، رَوَى عن الشَّعْبِيِّ وَمُجاهِدٍ والضَّحّاكِ وَعِكْرِمةَ، تُوُفِّيَ بعد سنة (١٥٠ هـ). [تهذيب الكمال ٢/ ٤٣٠ - ٤٣٤، سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٤٠، ميزان الاعتدال ٤/ ١٧١ - ١٧٢].
(٤) ينظر: الدر المنثور ٦/ ٤١٢، تذكرة الموضوعات ص ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>