للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أنّ هذا الكتابَ يكشف النِّقابَ عن عالِمٍ مُبَرِّزٍ من علماء اليمن، ربما لمْ يسمَعْ به أحدٌ من قبلُ، وهذا راجعٌ فيما يبدو إلى الطّبيعة الخاصّة ببلاد اليمن، أو إلى قلّة مؤلَّفاته، أو إلى عدم ذُيوعِها بين الناس.

٤ - أنّ الكتاب له أهميّةٌ خاصّةٌ في نفسه، فهو حافلٌ بآراءِ العلماء في إعراب القرآن، فقد بَلَغت عنايةُ المؤلِّف بهذه الآراء مبلغًا كبيرًا، كما أنه اهتمَّ باللّغة اهتمامًا واضحًا، واستعان بها في إعرابه وشرحه للآيات القرآنيّة، كما اهتمَّ المؤلِّفُ بالاستشهادِ بكلام العرب، وخاصّةً الشِّعرَ، فزادت شواهدُه النَّحويّةُ واللُّغويّةُ على ستِّمائة بيت، بخلاف ما أَوْرده من أبياتٍ ومقطوعات في الزُّهد والحِكمة ونحوهما.

أمّا الصُّعوباتُ التي واجهَتْني في أثناء تحقيقي لهذا الكتاب، فهي كثيرةٌ، ولكن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- يَسَّرَ لي أمري، وأعانني عليها، ومن أهمِّ هذه الصِّعاب:

١ - أنّني لمْ أعثُرْ على نسخةٍ كاملةٍ لهذا الكتاب، بل الموجودُ منه جزءٌ يبدأ بسورة الأنبياء، وينتهي بآخرِ القرآن الكريم، وهي نسخةٌ وحيدة، ولكنّها تمتاز بأنّها منقولةٌ من نسخةِ المؤلِّف، ومقابَلةٌ عليها، وبها تصحيحاتٌ وتعليقات.

٢ - أنّ هذه النُّسخةَ المذكورةَ توجد صورة منها في دار الكتُب المصريّة، وبها نقصٌ من آخِرها، إِذْ تنتهي بسورةِ الجنِّ، فبحثتُ عن بقيّتِها، ونَظَرتُ في فهارِسِ المكتبات، حتى عثرتُ على مصوَّرةٍ من المخطوط ذاتِه، وهي محفوظةٍ بمركز البحث العلميِّ وإحياء التّراث الإسلاميِّ بجامعة أُمِّ القرى بالمملكة العربيّة السُّعودية، وهي تنتهي بآخِر القرآنِ الكريم، فطلبتُ إلى بعض الإخوة الأفاضل، فزوَّدوني بها، ممّا شجَّعني على المُضيِّ في عملي في التحقيق.

ولكن، على الرَّغم من أنّ الكتابَ لم يَصِلْ إلينا كاملًا، إلّا أنه مهمٌّ جدًّا في مجالِهِ، وهو إعرابُ مشكِلات القرآن؛ لأنه رَسَم صورةً واضحةً إلى حَدٍّ بعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>