للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"إنْ" بمعنى "لَمْ"، وقيل (١): بل هي زائدة، والمعنى: مَكَّنّاكُمْ فيه.

قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ}؛ أي: فَهَلَّا نَصَرَهُمْ، وهذا استفهام إنكار؛ أي: لَمْ ينصرهم {الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً} يعني الأوثان، قال الكسائي (٢): القُرْبانُ: كل ما يُتَقَرَّبُ به إلى اللَّه تعالى من طاعة ونَسِيكةٍ، والجمع قَرابِينُ مثل رُهْبانٍ ورَهابينَ، وثُعْبانٍ وثَعابينَ. وهو منصوب على المصدر، وقيل: هو مفعول من أجله، وقيل: هو مفعولَ بـ "اتَّخَذُوا" و"آلِهةً" بدل منه (٣).

{بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ} قال مقاتل (٤): ضَلَّت الآلهةُ عنهم، فلم تنفعهم عند نزول العذاب بهم {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ}؛ أي: اتخاذ الآلهة من دون اللَّه كَذِبُهُمْ وافْتِراؤُهُمْ، وقرأ ابن عباس وابن الزبير: {وَذَلِكَ أفَكَهُمْ} بفتح الألف؛ أي: ذلك القول صَرَفَهُمْ عن التوحيد، وقرأ عكرمة: {أفَّكَهُمْ} (٥) بتشديد الفاء على


= القرآن لابن قتيبة ص ٤٠٨، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٤٥٣، شفاء الصدور ١٩/ أ، عين المعانِي ١٢٢/ ب.
(١) ذكره ابن قتيبة وغيره بدون عزو، ينظر: غريب القرآن ص ٤٠٨، تأويل مشكل القرآن ص ٢٥١، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٤٥٤، شفاء الصدور ورقة ١٩/ ب، الكشاف ٣/ ٥٢٥، البيان للأنباري ٢/ ٣٧٢، عين المعانِي ورقة ١٢٢/ ب.
(٢) ينظر قوله في الكشف والبيان ٩/ ١٩، تفسير القرطبي ١٦/ ٢٠٩، فتح القدير ٥/ ٢٤.
(٣) هذه الأوجه الثلاثة في إعراب "قُرْبانًا" ذكرها النحاس في إعراب القرآن ٤/ ١٧١، ومَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٥٣، وزعم الباقولِيُّ أن "آلِهةً" مفعول أول مؤخر، و"قُرْبانًا" مفعولٌ ثانٍ مُقَدُّمٌ، وأن المعنى: اتخذوا من دون اللَّه آلهةً قربانًا، ينظر: كشف المشكلات ٢/ ٣١٢، وينظر أيضًا: الفريد للهمداني ٤/ ٣٠٠، البحر المحيط ٨/ ٦٦، الدر المصون ٦/ ١٤٣.
(٤) ينظر قوله في الوسيط ٤/ ١١٤.
(٥) قرأ ابن عباس وابن الزبير وعكرمة ومجاهد وحنظلة بن النعمان بن مرة وأبو عياض والصباح بن العلاء الأنصاري: {أفَكَهُمْ} وقرأ عكرمة وأبو عياض بتشديد الفاء. ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤٠، المحتسب ٢/ ٢٦٧ - ٢٦٨، تفسير القرطبي ١٦/ ٢٠٩ - ٢١٠، البحر المحيط ٨/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>