للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثانية: النَّقل غيرُ الصَّريح: حيث ينقُل عنه بدون الإشارة إليه، ومن أمثلته ما يلي:

١ - في قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} (١)، قال الجِبْلي (٢): "ولا يجوز في الكلام: اقتربَ حسابُهم للناس؛ لئلّا يُقَدَّمَ مُضْمَرٌ على مُظْهَرٍ لا يجوز أن يُنْوَى فيه التأخيرُ". اهـ، وهذا الكلام قاله النحّاس بنصِّه (٣).

٢ - في قوله تعالى: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} (٤)، قال الجِبْلي (٥): "معطوفٌ على الجبال، ويجوزُ أن يكونَ بمعنى: معَ الطّير، كما تقول: التقَى الماءُ والخشبةَ" اهـ، وهذا ما قاله النحّاس في إعرابِ القرآن (٦).

٢ - شرحُ المقدِّمة المُحْسِبةِ، وشرحُ جُمَلِ الزَّجّاجِىِّ لطاهر بن أحمدَ بن بابَشاذ، وهذانِ الكتابان كان لهما أثرٌ كبيرٌ لا في الجِبْلي وحدَه، بل في علماءِ اليمن بصفةٍ عامّة، وقد ذكرتُ السببَ في ذلك في الفصل الأول من هذه الدراسة (٧)، وكان نقلُه عن كتُب ابن بابَشاذ بطريقةٍ من اثنتَيْن:

الأولى: النَّقل الصَّريح، وهذا هو الغالبُ فيما نَقَله الجِبْلي عن كتابَيْ طاهر ابن أحمد إليه، ومن أمثلة ذلك ما يلي:


(١) الأنبياء ١.
(٢) البستان ١/ ١٧٨.
(٣) في إعراب القرآن ٣/ ٦٣.
(٤) الأنبياء ٧٩.
(٥) البستان ١/ ١٩٨.
(٦) ٣/ ٧٥، ٧٦.
(٧) ١/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>