للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسِّيما مقصور، وهي العلامة {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (٣٠) أي: فَحْواهُ ومَقْصِدِهِ ومَغْزاهُ، يقال: لَحَنْتُ لَهُ ألْحَنُ: إذا قلتَ له قولًا يفهمه عنك، ويَخْفَى على غيرك (١)، قال الشاعر:

٢٥٦ - وَلقدْ لَحَنْتُ لَكُمْ لِكَيْما تَفْهَمُوا... وَوَحَيْتُ وَحْيًا لَيْسَ بِالمُرْتابِ (٢)

ويقال: لَحَنَ يَلْحَنُ لَحَنًا: إذا كان جَيِّدَ الحُجّةِ والمَنْطِقِ، ولَحَنَ القارئُ فيما قَرَأ: إذا تَرَكَ الإعرابَ الصوابَ وعَدَلَ عنه.

ولِلّحْنِ وجهان: صَوابٌ وخَطَأٌ، فأما الصواب فالفعل منه: لَحَنَ يَلْحَنُ لَحَنًا -بفتح الحاء-، فهو لَحِنٌ: إذا فَطِنَ للشيءِ، ومنه قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ ألْحَنُ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ" (٣)؛ أي: أفْطَنُ وأقْوَمُ بِها، وأما الخطأ فالفعل منه: لَحَنَ يَلْحَنُ لَحْنًا -بإسكان الحاء-، فهو لَاحِنٌ، والأصل فيه إزالة الكلام عن جهته، قال الشاعر:


(١) قاله أبو زيد فيما حكاه الأزهري عنه في تهذيب اللغة ٥/ ٦١، وينظر: الصحاح ٦/ ٢١٩٤، الوسيط ٤/ ١٢٨، ١٢٩، تفسير القرطبي ١٦/ ٢٥٢ - ٢٥٣.
(٢) البيت من الكامل، للقَتّالِ الكِلَابِيِّ، ورواية ديوانه: "وَلَحَنْتُ لَحْنًا لَيْسَ. . . "، ويُرْوَى: "وَلقَدْ وَحَيْتُ لَكُمْ".
التخريج: ديوانه ص ٥٠٠ ضمن (أشعار اللصوص)، الأضداد لابن الأنباري ص ٢٤٠، الزاهر ١/ ٣٠٦، أمالِيُّ القالِي ١/ ٤، أمالِيُّ المرتضى ١/ ١٤، تفسير القرطبي ١٦/ ٢٥٣، اللسان: لحن، البحر المحيط ٨/ ٧٣، الدر المصون ٦/ ١٥٧، اللباب في علوم الكتاب ١٧/ ٤٦٦، شرح شواهد الشافية ص ١٨٠ - ١٨١، تاج العروس: لحن.
(٣) هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد عن أبِي هريرة وأم سلمة في المسند ٢/ ٣٣٢، ٦/ ٢٠٣، ٣٢٠، ورواه البخاري عن أم سلمة وابن عمر في صحيحه ٣/ ١٦٢ كتاب الشهادات: باب "كيف يستحلف"، ٨/ ٦٢ كتاب الحِيَلِ، ٨/ ١١٢ كتاب الأحكام: باب موعظة الإمام للخصوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>