للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوم الرجل: شِيعَتُهُ وعَشِيرَتُهُ، وسُمُّوا قَوْمًا لأنهم يقومون معه في العواقب وعند الشدائد، وينصرونه (١).

قوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}؛ أي: لا تَعِيبُوا إخوانَكُم الذين هم كأنفسكم، ولا يَطْعَنْ بَعْضُكُمْ على بعض، كقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (٢)، أي: لا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وكقوله: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} (٣)، يعني: يسلم بعضكم على بعض.

واللَّمْزُ؛ أي: العَيْبةُ فِي المَشْهَدِ، والهَمْزُ فِي المَغِيبِ (٤)، وقيل (٥): اللَّمْزُ يكون باللسان والعَيْنِ والإشارةِ، والهَمْزُ لا يكون إلا باللسان، قال الشاعر:

٢٦٧ - إذا لَقِيتُكَ عَنْ شَحْطٍ تُكاشِرُنِي... وَإنْ تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ (٦)


= شرح شواهد الإيضاح ص ٥٠٩، زاد المسير ١/ ٨٢، عين المعانِي ١٢٥/ أ، الفريد ٤/ ٣٤٠، تفسير القرطبي ١/ ٤٠٠، ١٦/ ٨٢، ٣٢٥، شرح التسهيل لابن مالك ١/ ٢٥٦، ٢/ ٣٧٧، ارتشاف الضرب ص ٢١١٠، مغني اللبيب ص ٦١، ١٨٥، ٥١٣، ٥١٩، شرح شواهد المغني ص ١٣٠، ٤١٢، همع الهوامع ١/ ٤٩٢، ٢/ ٤٩٣.
(١) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ٤٢/ أ.
(٢) النساء ٢٩.
(٣) النور ٦١.
(٤) حكاه النحاس عن الأخفش الأصغر في إعراب القرآن ٤/ ٤/ ٢١٣، وحكاه الأزهري عن الليث وابن الأعرابِيِّ في التهذيب ٦/ ١٦٤، وينظر: الكشف والبيان ٩/ ٨١، عين المعانِي ١٢٥/ أ.
(٥) قاله المبرد والنقاش، ينظر قول المبرد في إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٢١٣، وقول النقاش في شفاء الصدور ورقة ٤٢/ أ، وينظر أيضًا: الكشف والبيان ٩/ ٨١.
(٦) البيت من البسيط، لزياد الأعجم، ويُرْوَى: "تُبْدِي لِي مُكاشَرةً"، ويُرْوَى:
تُدْلِي بِوُدِّي إذا لَاقَيْتَنِي كَذِبًا... وَإنْ أغِيبُ فَأنْتَ الهامِزُ اللُّمَزَهْ =

<<  <  ج: ص:  >  >>