(٢) وهي قراءة أبِي جعفر ورُويْسٍ ويعقوب أيضًا، ينظر: السبعة ص ٦٠٦، النشر ٢/ ٢٢٤، الإتحاف ٢/ ٤٨٧. (٣) ورواها أبو سعيد الخُدْرِيُّ عن النبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهي قراءة أبِي حيوة والجَحْدَرِيِّ أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤٤، البحر المحيط ٨/ ١١٤. (٤) يعني أن الفاء في قوله: {فَكَرِهْتُمُوهُ} عاطفة على محذوف، وهذا التأويل للفارسي، فقد قال: "فَأمّا الفاء في قوله: {فَكَرِهْتُمُوهُ} فعطفٌ على المعنى، كأنه لَمّا قيل لهم: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا}؟ قالوا: لا، فقيل لهم لَمّا قالوا: لا: {فَكَرِهْتُمُوهُ}، أي: كَرِهْتُمْ أكْلَ لَحْمِهِ ميتًا، فكما كرهتم أكل لحمه ميتًا فكذلك فاكْرَهُوا غِيبَتَهُ، وقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ} معطوف على هذا الفعل المقدر، ولا يكون قوله: {فَكَرِهْتُمُوهُ} بمعنى فاكْرَهُوهُ، واتقوا اللَّه؛ لأن لفظ الخبر لا يوضع للدعاء في كل موضع، ولأن قوله: {فَكَرِهْتُمُوهُ} محمول على المعنى الذي ذكرناه، فمعنى الخبر فيه صحيح". الحجة ٣/ ٤١٥، وحكاه عنه ابن الشجري في أماليه ١/ ٢٣٠: ٢٣٢، ويرى ابن الشجري أن قول الفارسي ضعيف؛ لأن فيه حَذْفَ الموصول وإبقاءَ صلته، وهو رديءٌ ضعيفٌ، ثم قال: "ولو قدر المحذوف مبتدأ كان جيدًا؛ لأن حذف المبتدأ كثير في القرآن، والتقدير عندي: فهذا كرهتموه، والجملة المقدرة المحذوفة مُبْتَدَئِيّةٌ لا أمْرِيّةٌ كما قَدَّرَها". أمالِيُّ ابن الشجري ٣/ ١٠٠. وفيه أقوال أخرى، تنظر في معانِي القرآن للفراء ٣/ ٧٣، إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٢١٥، الكشاف للزمخشري ٣/ ٥٦٨، البحر المحيط ٨/ ١١٤، الدر المصون ٦/ ١٧١.