للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشعوب أعظم من القبائل، ثم بعد القبائل العَمائِرُ، واحدها عَمِيرٌ، وقيل: عَمارةٌ بفتح العين، وهم كَشَيْبانَ من بَكْرٍ، ودارِمٍ من تَمِيمٍ، ودون العمائر البطون واحدتها بَطْنٌ، وهم كبَنِي غالِبٍ ولُؤَيٍّ من قريش، ثم الأفخاذ واحدها فَخِذٌ، وهم كبني هاشم وبني أمية من بني لُؤَيٍّ، ثم الفصائل واحدها فصيلة، ثم العشائر واحدها عَشِيرةٌ، وليس بعد العشيرة حَيٌّ يُوصَفُ (١)، والأسْباطُ من بني إسرائيل (٢).

وقوله: {لِتَعَارَفُوا}؛ أي: لِيَعْرِفَ بعضكم بعضًا في قُرْبِ النَّسَبِ وبُعْدِه، لا لِتَتَفاخَرُوا، وقرأ الأعمش: "لِتَتَعارَفُوا" بتاءين، وقرأ ابن عباس: {لِتَعَارَفُوا} بغير ألف (٣) {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)}.


(١) ينظر فِي هذه التسميات: نهاية الأرب فِي معرفة أنساب العرب للقلقشندي ص ٢٠ - ٢٢، فقد فَصَّلَها وبَيَّنَها، وينظر: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٤٤، الكشف والبيان ٩/ ٨٧، الكشاف ٣/ ٥٦٩، المحرر الوجيز ٥/ ١٥٣، تفسير القرطبي ١٦/ ٣٤٥، تفسير البغوي ٤/ ٢١٧.
(٢) يبدو أنه يريد ما قاله الزجاج: "والأسباط هم الذين من ذرية الأنبياء، والأسباط اثنا عشر سبطا، وهم ولد يعقوب عليه السّلام". معانِي القرآن وإعرابه ١/ ٢١٧.
وقال الأزهري: "وقال الزجاج: قال بعضهم: السِّبْطُ: القَرْنُ الذي يَجِيءُ بعد قَرْنٍ، قال: والصحيح أن الأسباط فِي ولد إسحاق، عليه السّلام، بمَنْزِلةِ القبائل فِي ولد إسماعيل، فَوَلَدُ كُلِّ وَلَدٍ من أولاد يعقوب سِبْطٌ، وَوَلَدُ كُلِّ وَلَدٍ من أوَلاد إسماعيل قَبِيلةٌ، وإنما سُمُّوا هؤلاء بالأسباط وهؤلاء بالقبائل، لِيُفْصَلَ بين ولد إسماعيل وولد إسحاق، عليهما السلام". تهذيب اللغة ١٢/ ٣٤٢، وينظر: اللسان: سبط.
(٣) قرأ ابن مسعود والأعمش: {لِتَتَعَارَفُوا} وذكر ابن خالويه أنها في بعض المصاحف، وقرأ ابن عباس، وعاصمٌ فِي رواية أبانٍ عنه: {لِتَعَارَفُوا}، وقرأ الأعمش أيضًا: {لِتَتَعَرَّفُوا} ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤ المحتسب ٢/ ٢٨٠، شواذ القراءة للكرمانِيُّ ورقة ٢٢٧، البحر المحيط ٨/ ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>