للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتَ" (١).

قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ} يعني سارةَ {فِي صَرَّةٍ}؛ أي: فِي صَيْحةٍ وصَرْخةٍ وشِدّةِ صَوْتٍ (٢)، وقيل (٣): في جَماعةِ نِسْوةٍ مُتَبادِراتٍ؛ لِيَنْظُرْنَ الملائكةَ، {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} معنى الصَّكِّ: ضَرْبُ الشيءِ بالشيءِ العَرِيضِ (٤)؛ أي: ضَرَبَتْ وَجْهَها بجميع أصابعها تَعَجُّبًا {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩) أي: أنا عجوزٌ عاقِرٌ، فكيف ألِدُ؟! {قَالُوا كَذَلِكِ}؛ أي: هكذا {قَالَ رَبُّكِ} سَتَلِدِينَ غُلَامًا {إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ} بأمر الوَلَدِ في بَطْنِ سارّةَ {الْعَلِيمُ (٣٠)} بما لَمْ يَعْلَمْ به العبادُ.

قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ} ابتداء وخبر؛ أي: ما أمْرُكُمْ؟ {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١)}، فَأخْبَرُوهُ فـ {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢)} يعني قوم لوط {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً (٣٤)} هو مِنْ نَعْتِ الحجارة، أو هي نصب على


(١) رواه الإمام أحمد عن أبِي شريح وعبد اللَّه بن عمرو وأبِي هريرة والسيدة عائشة، رضي اللَّه عنهم، في المسند ٢/ ١٧٤، ٢٦٧، ٢٦٩، ٤٣٣، ٤/ ٣١، ٥/ ٤١٢، ٦/ ٦٩، ٣٨٤، ٣٨٥، ورواه البخاري في صحيحه ٧/ ٧٨، ٧٩، ١٠٤، كتاب الأدب: باب "من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخَر"، وباب إكرام لضيف، ٧/ ١٨٤، كتاب الرقاق: باب حفظ اللسان.
(٢) قاله الفراء وأبو عبيدة وابن قتيبة وغيرهم، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٨٧، مجاز القرآن ٢/ ٢٢٧، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٢١، وينظر: ياقوتة الصراط ص ٤٨٣، غريب القرآن للسجستانِي ص ١٤٧.
(٣) ذكره النحاس بغير عزو في إعراب القرآن ٤/ ٢٤٤، وقال الراغب: "والصُّرّةُ: الجماعة المُنْضَمُّ بَعْضُهُمْ إلى بعض، كأنهم صُرُّوا أي جُمِعُوا في وِعاءٍ". مفردات ألفاظ القرآن ص ٢٧٩.
(٤) حكاه الأزهري عن الليث في "التهذيب" ٩/ ٤٢٨، وينظر: زاد المسير ٨/ ٣٧، اللسان: صكك.

<<  <  ج: ص:  >  >>