للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: نُجُومُ الدَّيْنِ (١)، وقوله: {إِذَا هَوَى} معناه: نَزَلَ من أعلى إلى أسفل، يقال: هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا: إذا سَقَطَ من أعلى إلى أسفل، ومثله: مَضَى يَمْضِي مُضِيًّا.

وقيل: أراد بالنجم هاهنا الثُّرَيّا إذا سَقَطَتْ وغابَتْ، والعرب تسمي الثُّرَيّا نَجْمًا وإن كانت في العدد سَبْعةَ أنْجُمٍ، فَسِتّةٌ منها ظاهرة، وواحد منها خَفِيٌّ يَمْتَحِنُ الناسُ به أبصارَهُمْ، ومنه قول العرب:

٢٩٢ - إذا طَلَعَ النَّجْمُ عِشاءً... ابْتَغَى الرّاعِي كِساءَ (٢)

وقيل: أراد نُجُومَ السماء كُلَّها حين تَغْرُبُ، لفظه واحد، ومعناه الجمع، فَعَبَّرَ بالواحد (٣) عن الجنس، كقوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٤)، وأراد الجنس (٥).


(١) ينظر: تهذيب اللغة ١١/ ١٢٨، ١٢٩، اللسان: نجم.
(٢) البيت من مجزوء الرمل، وهو مَثَلٌ يقال في شِدّةِ البَرْدِ، وفيه خَزْمٌ بزيادة ثلاثة أحرف في أول تفعيلة "فاعلاتن"، والخَزْمُ: زيادةٌ تلحق أوائلَ الأبيات، ولا يختص بذلك وزنٌ دون وزنٍ، ولا يُعْتَدُّ بتلك الزيادة في تقطيع العروض، فيُزادُ في البيت حرفٌ واحدٌ، وقد يُخْزَمُ بحرفين، وقد يُخْزَمُ بثلاثة أحرف، وقد يُخْزَمُ بأربعة أحرف، ويُرْوَى البيت:
إذا الثُّرَيّا طَلَعَتْ عِشاءَ... فَبعْ لِراعِي غَنَمٍ كِساءَ
التخريج: المعانِي الكبير ص ٣٧٥، الأضداد لأبِي الطيب اللغوي ص ٤٥، شرح الحماسة للتبريزي ٤/ ٢٧، شرح الحماسة للمرزوقي ص ١٤٧٩، المحرر الوجيز ٥/ ١٩٦، الكشاف ٤/ ٢٧، عين المعاني ورقة ١٢٧/ ب، البحر المحيط ٨/ ١٥٤، سبل الهدى والرشاد ٣/ ٢٧، الدر المصون ٦/ ٢٠٣، اللباب في علوم الكتاب ١٨/ ١٥٢.
(٣) في الأصل: "فعبر عنها بالواحد".
(٤) العصر ٢.
(٥) ينظر في هذه الأقوال وغيرِها: جامع البيان ٢٧/ ٥٤ - ٥٦، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٦٩، =

<<  <  ج: ص:  >  >>