للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو حازم (١) أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نزل عليه جبريل عليه السّلام وعنده رَجُلٌ يَبْكِي، فقال: "مَنْ هذا؟ فقال: فلانٌ، قال جبريل: إنّا نَزِنُ أعْمالَ بَنِي آدَمَ كُلَّها إلّا البُكاءَ، فإن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يُطْفِئُ بالدَّمْعةِ بُحُورًا من نِيرانِ جَهَنَّمَ" (٢).

وعن عبد اللَّه بن مسعود: "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ سورة النجم فَسَجَدَ فيها، فما بَقِيَ من القوم إلّا رَجُلٌ واحدٌ قَدْ أخَذَ كَفًّا من حَصًى فَوَضَعَهُ على جَبْهَتِهِ وقال: يَكْفِينِي، قال عبد اللَّه: لَقَدْ رَأيْتُهُ بعد ذلك قُتِلَ كافِرًا" (٣)، رواه البخاريُّ ومسلمٌ عن بُنْدارٍ عن غُنْدَرٍ عن شُعْبةَ.

وعن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قرأ سَجْدةَ نافِلةٍ، فقال فِي سجوده: اللَّهُمَّ أنا عَبْدُكَ وابنُ عَبْدِكَ وابنُ أمَتِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، أتَقَلَّبُ فِي قَبْضَتِكَ، ماضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، نافِذٌ فِي قَضاؤُكَ، وأُصَدِّقُ بلِقائِكَ، وَأُومِنُ بِوَعْدِكَ وَوَعِيدِكَ، أمَرْتَنِي فَعَصَيْتُ، وَنَهَيْتَنِي فَأبَيْتُ، هذا مَقامُ العَائِذِ بكَ من النار، لا إله إلّا أنت سبحانك، ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لِي إنّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلّا أنْتَ، واللَّهِ لا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إلَّا عَلَى المَغْفِرةِ"، واللَّه أعلم.


= الجهاد: باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل اللَّه، ٣/ ٣٨٠ أبواب الزهد: باب ما جاء في فضل البكاء من خشية اللَّه، ٥/ ٢٠٧، ٢٠٨ أبواب الدعوات، ورواه الطبرانِيُّ في المعجم الأوسط ٥/ ٢٠٠، والمعجم الكبير ١٢/ ١٣٤.
(١) في الأصل: "حازم" فقط، وهو خطأ. وهو عوف بن عبد الحارث بن حشيش بن هلال بن الحارث الأحْمُسِيُّ البَجَلِيُّ، وقيل: اسمه عبد عوف بن الحارث، وقيل: حُصَيْنُ بن عَوْفٍ، وهو صحابِيٌّ وفد على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأسلم، كان شريفا في قومه، رَوَى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. [أسد الغابة ٥/ ١٦٦، تهذيب الكمال ٣٣/ ٢١٩ - ٢٢٠، الإصابة ٧/ ٦٩].
(٢) ينظر: الكشف والبيان للثعلبي ٩/ ١٥٨، عين المعانِي ورقة ١٢٨/ ب، تفسير القرطبي ١٧/ ١٢٣، الدر المنثور ٤/ ٢٠٦.
(٣) صحيح البخاري ٢/ ٣٢ كتاب الكسوف: أبواب سجود القرآن، ٥/ ٧ كتاب المغازي: قصة غزوة بدر، باب قتل أبِي جهل، وصحيح مسلم ٢/ ٨٨ كتاب المساجد: باب سجود التلاوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>