للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٣)} (١)، نظيرها قوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} (٢)، خاطَبَ الواحِدَ بلفظ الاثنين، وقد تقدم ذِكْرُهُ في سورة ق، ومعناه: فَبِأيِّ نِعَمِ رَبِّكُما تُكذِّبانِ أيُّها الثَّقَلانِ.

والحكمة في تكرير هذه الآية في هذه السورة: تَقْرِيرٌ لِلنِّعْمةِ، وتَأْكِيدٌ في التذكير بها، على عادة العرب في الإبلاغ والإشباع (٣)، والتكرار شائع في كلام العرب، حَسَنٌ في مثل هذا الموضع، قال الشاعر:

٣١٢ - كَمْ نِعْمةٍ كَانَتْ لَكُمْ، كَمْ كَمْ وَكَمْ (٤)


(١) ما بين المعقوفتين غير موجود في الأصل.
(٢) ق ٢٤، ٣/ ١٤٩، وهذا أحَدُ وَجْهَيْنِ قالهما الفَرّاءُ، ثم قال: "والوجه الآخر أن الذِّكْرَ أُرِيدَ فِي الإنسان والجانِّ، فَجَرَى لهما من أول السورة إلى آخرها". معانِي القرآن ٣/ ١١٤، وقال ابن قتيبة: "وقال اللَّه تعالى في أول سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، ولَمْ يَذْكُر قَبْلَ ذلك إلا الإنسانَ، ثم خاطَبَ الجانَّ معه، لأنه ذَكَرَهُمْ بَعْدُ، وقال: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}. تأويل مشكل القرآن ص ٢٣٨، وينظر: إعراب القرآن ٤/ ٣٠٥، شفاء الصدور ورقة ٨٥/ أ، تهذيب اللغة ١٥/ ٥٠٧ - ٥٠٨، المحرر الوجيز ٥/ ٢٢٦، تفسير القرطبي ١٧/ ١٥٩.
(٣) قاله ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ص ٢٣٩ - ٢٤٠، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٨٥/ ب، الوسيط ٤/ ٢١٩، زاد المسير ٨/ ١١٠ - ١١١، تفسير القرطبي ١٧/ ١٦٠.
(٤) من الرجز المشطور، لَمْ أقف على قائله، ويُرْوَى: "كانَتْ لَهُ".
التخريج: معانِي القرآن للفراء ١/ ١٧٧، تأويل مشكل القرآن ص ٢٣٦، شفاء الصدور ورقة ٨٥/ ب، الصاحبي ص ١٧٧، الصناعتين ص ٢١٣، أمالِيُّ المرتضى ١/ ١٢١، الكشف والبيان ٩/ ١٨٠، زاد المسير ١/ ١٨٩، ٧/ ٢٥٨، ٨/ ١١١، مجمع البيان ١٠/ ٤٦٤، عين المعانِي ورقة ١٢٩/ ب، القرطبي ١٧/ ١٦٠، التبيان للطوسي ١/ ١٥، اللباب في علوم الكتاب ١٨/ ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>