للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخَزَفُ الذي طُبخَ في النار، ومعناه: من طِينٍ يابسٍ كالخَزَفِ (١)، {وَخَلَقَ الْجَانَّ} يعني أَبا الجِنِّ (٢) {مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (١٥)} وقال أبو عبيدة (٣): الجانُّ: واحِدُ الجِنِّ.

والمارِجُ: لَهَبٌ صافٍ لا دُخانَ فيه، وقيل: هو لِسانُ النّارِ الذي يكون في طَرَفِها إذا الْتَهَبَتْ، وهو أحْسَنُها، وقيل: هو ما اخْتَلَطَ بَعْضُهُ في بَعْضٍ من اللهب الأحمر والأخضر والأصفر الذي يَعْلُو النارَ إذا أُوقِدَتْ (٤)، وهو مأخوذ من قولهم: مَرَجَ الشَّيءُ: إذا اخْتَلَطَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، و"مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَأماناتُهُمْ" (٥).

قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧)} قيل (٦): إن لِلشَّمْسِ ثَلَاثَمِائةٍ وسِتِّينَ مَطْلِعًا فِي كل سنة، وثَلَاثَمِائةٍ وسِتِّينَ مَغْرِبًا، تَطْلُعُ في كل يوم في مَشْرِقٍ منها، ثم لا تَعُودُ إليه إلى قابِلٍ من ذلك، وتَغْرُبُ في كل يوم في مَغْرِبٍ منها، ثم لا تَعُودُ إليه إلى قابِلٍ من ذلك، وأراد بالمَشْرِقَيْنِ والمَغْرِبَيْنِ هاهنا مَشْرِقَهُما


(١) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٢٤٣، وينظر أيضًا: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٥١، الوسيط للواحدي ٤/ ٢٢٠.
(٢) قاله نشوان الحميري في شمس العلوم ٢/ ٩٤٠.
(٣) لَمْ أقف عليه في مجاز القرآن، وإنما ذكره الثعلبي في الكشف والبيان ٩/ ١٨١، وينظر: تفسير القرطبي ١٧/ ١٦١.
(٤) هذه الأقوال في معنى المارج تنظر في: جامع البيان ٢٧/ ١٦٤ - ١٦٦، شفاء الصدور ورقة ٨٦/ أ، الكشف والبيان ٩/ ١٨١، زاد المسير ٨/ ١١٠، الفريد للهمداني ٤/ ٤٠٦، تفسير القرطبي ١٧/ ٦١.
(٥) هذا جزء من حديث سبق تخريجه في سورة ق، ٣/ ١٤٠.
(٦) رواه الطبري عن ابن أبْزَى في جامع البيان ٢٧/ ١٦٦، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٨٦/ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>