للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} (١)، {لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ} (٢)، والباء في قوله: {إِلَّا بِسُلْطَانٍ} بمعنى "إلى"، يعني إلَّا إلى سلطان، في قول بعض المفسرين كقوله تعالى: "وَقَدْ أحْسَنَ بِي" (٣)؛ أي: إلَي، ومنه قول الشاعر:

٣١٥ - أسِيئِي بِنا، أوْ أحْسِنِي، لَا مَلُومةٌ... لَدَيْنا وَلَا مَقْلِيّةٌ إنْ تَقَلَّتِ (٤)

والسُّلْطانُ: الحُجّةُ والبُرْهانُ، وهو جِوارٌ يُعْطِي اللَّهُ أهْلَ الجَنّةِ، وقيل: معنى "إلّا بِسُلْطانٍ"؛ أي: بقدرة على ذلك، ولَمْ تُعْطَوْها، وقيل: إلّا بِمُلْكِي، حيث تَوَجَّهْتُمْ فثَمَّ مُلْكِي، وأنا أخَذْتُكُمْ بالموت، ومعنى السلطان القوة التي يُتَسَلَّطُ بها على الأمر، ثم المُلْكُ والقدرة والحجة والبرهان كلها سلطان.

ومعنى الآية: إن استطعتم أن تَهْرُبُوا من الموت بالخروج من أقطار السماوات والأرض فاهْرُبُوا واخرجوا منها، ولن تستطيعوا ذلك، إنكم حيثما كنتم أدْرَكَكُم الموتُ، قال اللَّه تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}. . . الآية (٥).


(١) البقرة ٨٣.
(٢) البقرة ٨٤.
(٣) يوسف ١٠٠، وكون الباء هنا بمعنى "إلى" ذكره الثعلبي في الكشف والبيان ٩/ ١٨٦، وحكاه السجاوندي عن ابن عباس في عين المعانِي ١٣٠/ أ، وينظر: القرطبي ١٧/ ١٧٠.
(٤) البيت من الطويل، لِكُثَيِّرِ عَزّةَ يذكر عزة، ويُرْوَى: "لَا مَلُولةٌ"، ومعنى "تَقَلَّتْ": تَبَغَّضَتْ.
التخريج: ديوانه ص ١٠١، معانِي القرآن للفراء ١/ ٤٤١، معانِي القرآن للأخفش ص ١٣٠، ٣٤٢، معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ١٣، أمالِيُّ القالِي ٢/ ١٠٩، تهذيب اللغة ٤/ ٣١٨، الكشف والبيان ٩/ ١٨٦، أماليُّ ابن الشجري ١/ ٧٤ - ١٧٧، ٣/ ١٩٢، التنبيه والإيضاح ١/ ٢١، زاد المسير ٣/ ٤٥١، عين المعانِي ١٣٠/ أ، تفسير القرطبي ٨/ ١٦١، ١٧/ ١٧٠، ٢٠/ ٩٤، اللسان: حسن، سوأ، قلا، البحر المحيط ٦/ ٢٣، التاج: سوأ، قلي.
(٥) النساء ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>