للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن الاسم هو المُسَمَّى (١)، وكذلك هو في قراءة أهل الشام وفي مصاحفهم، وقرأ الباقون: "ذِي الْجَلَالِ والإِكْرامِ" بالياء على نعت الرب، ولا خلاف في قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} أنه بالواو، نَعْتٌ لِلْوَجِهِ، وقد تقدم، واللَّه أعلم.

* * *


(١) للعلماء في هذه المسألة ثلاثة مذاهب، فذهبت الأشْعَرِيّةُ إلى أنّ الاسم عَيْنُ المُسَمَّى، وذهبت المُعْتَزِلةُ إلى أنه غَيْرُ المُسَمَّى، ومَنَعَ الشَّافِعِيُّ وابنُ حَنْبَلٍ وأكْثَرُ الفُقَهاءِ والمُحَدِّثِينَ طَرِيقَ الكلامِ في الاسم والمُسَمَّى، حَتَّى قال الشافعي: إذا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ: الاسْمُ هو المُسَمَّى أو غَيْرُ المُسَمَّى، فاشْهَدْ بِأنّهُ مِنْ أهْلِ الكَلَامِ، وَلا دِينَ لَهُ، والراجح من هذه الأقوال عند جمهور العلماء هو أن الاسم يغاير المسمى لأمور، منها: أن أسماء الذوات لو كانت هي الذوات، لكانت أسماءُ الأفعالِ هي الأفعالَ؛ وهذا ممتنع في الأفعال، فامتنع في الذوات. ومنها: أن الاسم يوصف بكونه عربيًّا وعجميًّا ومُعربًا، وثلاثيًّا ورباعيًّا، إلى غير ذلك، مع خُلُوِّ المدلول عليه عن هذه الصفات. ومنها: أن الاسم قد يكون موجودًا، والمُسمَّى معدومًا، والعكس.
ينظر في هذه المسألة: مجاز القرآن ١/ ١٦، تأويل مشكل القرآن ص ٢٥٥، تفسير الطبري ١/ ٧٨، المخصص ١٧/ ١٣٤، الوسيط للواحدي ٤/ ٤٦٩، النكت للأعلم الشنتمري ص ٩٥، ٩٦، المنصد الأسنى ص ١٣، مقالة الاسم والمسمى ضمن (رسائل في اللغة) لابن السيد ص ٩١، زاد المسير ٨/ ١٢٩، الفريد للمنتجب الهمداني ١/ ١٥٤، ٤/ ٤١٤، نتائج الفكر ص ٣٩، المحرر الوجيز ١/ ٦٢، تفسير القرطبي ١/ ١٠١، البحر المحيط ٨/ ١٩٨، ابن كثير ١/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>