للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوَّلِينَ، يعني: من الأُمَمِ الماضية {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)} يعني: من أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-: والثُّلّةُ غير محصورة العَدَدِ، وهي الفِرْقةُ من الناس، وجمعها ثُلَلٌ، واشتقاق الثُّلّةِ من القطعة، والثَّلُّ: الكَسْرُ والقَطْعُ، والثُّلّةُ نحو الفِئةِ والفِرْقةِ والقِطْعةِ (١).

وقوله: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) أي: مَنْسُوجةٍ مُشَبَّكةٍ بالذَّهَبِ والفِضّةِ والياقُوتِ والجَوْهَرِ واللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ، قد أُدْخِلَ بَعْضُها فِي بعض، كما تُوضَنُ حِلَقُ الدِّرْعِ بَعْضُها في بعض مُضاعَفةً (٢)، قال الأعشى:

٣٢٤ - وَبَيْضاءَ كالنِّهْيِ مَوْضُونةً... لَها قَوْنَسٌ فَوْقَ جَيْبِ البَدَنْ (٣)

وإنما سَمَّتِ العربُ وَضِينَ الناقة وَضِينًا لأنه منسوج (٤).

والسُّرُرُ جمع سرير، قال الكلبي (٥): طول كل سرير ثلاثمائة ذراع، فإذا


(١) من أول قوله: "واشتقاق الثلة" قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٠٩، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٩٣/ أ.
(٢) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٢٤٨، وينظر أيضًا: الصحاح ٦/ ٢٢١٤، غريب القرآن للسجستانِي ص ١٥٣.
(٣) البيت من المتقارب للأعشى، من قصيدة له في مدح قيس بن مَعْدِي كَرِب الكِنْدِيِّ.
اللغة: البَيْضاءُ: الدِّرْعُ، النِّهْيُ: غَدِيرُ الماءِ، المَوْضُونةُ: المَنْسُوجةُ بِالجَواهِرِ، وقيل: المُضاعَفةُ النَّسْجِ، قَوْنَسُ البَيْضةِ من السِّلَاحِ: مُقَدَّمُها، وقيل: أعْلَاها، البَدَنُ: الدِّرْعُ القَصِيرةُ على قَدْرِ الجَسَدِ فقط، وجَيْبُها: فَتْحَتُها.
التخريج: ديوانه ص ٧٥، جمهرة أشعار العرب ص ١٨، الكشف والبيان ٩/ ٢٠٣، ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة ص ٣٨٨، عين المعانِي ورقة ١٣٠/ ب، تفسير القرطبي ٨/ ٣٨٠، ١٧/ ٢٠١.
(٤) قاله الفراء في معانِي القرآن ٣/ ١٢٢، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٩٣/ ب، تهذيب اللغة ١٢/ ٦٨، والوَضِينُ: بِطانٌ مَنْسُوجٌ بَعْضُهُ على بعض، يُشَدُّ به الرَّحْلُ على البعير، اللسان: وضن.
(٥) ينظر قوله في الكشف والبيان ٩/ ٢٠٣، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>