للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفع لأنه خبر الصفة المحذوفة، تقديره: فَلَهُ رَوْحٌ وَريحانٌ {وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩)} قرأ العامة: {فَرَوْحٌ} بفتح الراء، وقرأ الحسن وقتادة ويعقوب بضم الراء (١)، وَرُوِيَ أنّها قِراءةُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢)، فَمَنْ ضَمَّ الرّاءَ أراد: فَحَياةٌ لا مَوْتَ فيها (٣)، ومَنْ فَتَحَ الراء فمعناه: طِيبُ نَسِيمٍ، {وَرَيْحَانٌ} رِزْقٌ فِي الجنة، وقيل (٤): هو الرِّيْحانُ المعروف الذي يُشَمُّ، والمقربون هم السابقون.

قال أبو العالية (٥): لا يُفارِقُ أحَدٌ من المُقَرَّبِينَ الدنيا حتى يُؤْتَى بِغُصْنٍ من ريحانِ الجنة، فَيَشَمُّهُ ثم تُقْبَضُ رُوحُهُ (٦).


(١) وقرأ بِضَمِّ الرّاءِ أيضًا: ابنُ عباس والضحاكُ والأشهبُ ونُوحٌ القارئُ وبُدَيْلٌ وسليمانُ التَّيْمِيُّ وشعيبُ بنُ الحارث والرَّبِيعُ بن خُثَيْمٍ وأبو عمران الجَوْنِيُّ وأبو جعفر محمد بن عَلِيٍّ، وفَيّاضٌ وعبدُ الوارث كلاهما عن أبِي عمرو، ورُويسٌ. ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥٢، المحتسب ٢/ ٣١٠، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٣٢، البحر المحيط ٨/ ٢١٥.
(٢) رواه الإمام أحمد بسنده عن السيدة عائشة في المسند ٦/ ٦٤، ٢١٣، وأبو داود في سننه ٢/ ٢٤٧، كتاب الحروف والقراءات، والترمذي في سننه ٤/ ٢٦١ أبواب القراءات عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٣) قاله الفراء والزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٣١، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١١٧.
(٤) قاله ابن عمر والحسن وقتادة وأبو العالية وأبو الجوزاء، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٣٤٦، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٣٣.
(٥) هو رُفَيْعُ بنُ مهران الرِّياحِيُّ البصري، الإمام المقرئ المفسر، أدرك زمان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شابًّا، وأسلم في خلافة أبي بكر -رضي اللَّه عنه-، وسمع من عُمَرَ وعَلِيٍّ وعائشة وغيرهم من الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، وقرأ القرآن على أُبَيِّ بنِ كعب وتصدر لإفادة العلم، توفِّي سنة (٩٠ هـ). [تهذيب الكمال ٩/ ٢١٤: ٢١٨، غاية النهاية ١/ ٢٨٤، سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٠٧ - ٢١٣].
(٦) ينظر قوله في جامع البيان ٢٧/ ٢٧٦، الكشف والبيان ٩/ ٢٣٤، الوسيط ٤/ ٢٤٢، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>