للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكوفيين (١)، وشَبَّهُوهُ بقول الشاعر:

٣٥٠ - ألَمْ يَأْتِيكَ والأنْباءُ تَنْمِي... بِما لَاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ؟ (٢)


(١) قاله النحاس فِي إعراب القرآن ٤/ ٣٩٦ - ٣٩٧. وبعد أن ذكر النحاس هذا البيتَ قال: "والفرق بين ذا [يعني البيت] والأولِ [يعني الآية] أن الألف لا تتحرك في حالٍ، والياء والواو قد يتحركان، وهذا فرق بَيِّنٌ، ولكن الكوفيين خلطوا حروف المَدِّ واللِّينِ، فجعلوا حُكْمَهُا حُكْمًا واحدًا، وتجاوزوا ذلك من ضرورة الشعر إلى أن أجازوه فِي كتاب اللَّه عز وجل، وحملوا قراءة حمزة: "لَا تَخَفْ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى" عليه فِي أحد أقوالهم". إعراب القرآن ٤/ ٣٩٧.
يشير النحاس بذلك إلى قول الفراء: "وقد قرأ يحيى بن وَثّابٍ وحمزة: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} بالجزاء المَحْضِ"، ثم ذكر الفراءُ ثلاثة أوجه فيها، ومنها قوله: "وإن شئت جعلت "تَخْشَى" في موضع جزم وإن كانت فيها الياء؛ لأن من العرب من يفعل ذلك، قال بعض بني عبس:
ألَمْ يَأْتِيكَ والأنْباءُ تَنْمِي... بِما لَاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ؟
فَأُثْبِتَت الياءُ في "يأتيك"، وهي فِي موضع جزم؛ لأنه رآها ساكنة، فتركها على سكونها، كما تفعل بسائر الحروف". معانِي القرآن ١/ ١٦١، وقال مثله في المعاني ٢/ ١٨٧ - ١٨٨.
(٢) البيت من الوافر، لقيس بن زُهَيْرٍ العَبْسِيِّ، وَيُرْوَى: "ألَا هَلَ اتاكَ"، وعليها فلا ضرورة فِي البيت.
اللغة: تَنْمِي: تبلغ، اللَّبُونُ من الشّاءِ والإبِلِ: ذات اللبن، والجمع لِبانٌ ولبْنٌ.
التخريج: الكتاب ٣/ ٣١٦، معانِي القرآن للفراء ١/ ١٦١، ٢/ ١٨٨، ٢٢٣، شرح أبيات سيبويه ١/ ٢٢٣، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٥١، ٤/ ٣٩٧، المسائل الحلبيات ص ٨٥، المنصف ٢/ ٨١، ١١٤، ١١٥، الخصائص ١/ ٣٣٣، ٣٣٦، المحتسب ١/ ٦٧، ١٩٦، ٢١٥، سر صناعة الإعراب ص ٧٨، ٦٣١، مشكل إعراب القرآن ١/ ٣٩١، الاقتضاب ٢/ ٢٩٨، إصلاح الخلل ص ٤١٣، الحلل ص ٤١١، أسرار العربية ص ١٠٣، الإنصاف ص ٣٠، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٢١، ٢/ ٣١٣، شرح المفصل ٨/ ٢٤، ١٠/ ١٠٤، شرح الكافية للرضي ٤/ ٢٢، رصف المباني ص ١٤٩، اللسان: أتَي، رضي، شظي، قدر، يا، ارتشاف الضرب ص ١٧٠٢، ٢٣٨٧، الجنى الدانِي ص ٥٠، مغني اللبيب ص ١٤٦، ٥٠٦، =

<<  <  ج: ص:  >  >>