للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا" قال: "مِنْ شُبُهاتِ الدنيا، ومن غَمَراتِ الموت، ومن شدائد يوم القيامة" (١).

وعن ابن عباس أيضًا قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ أكْثَرَ الاستغفارَ جَعَلَ اللَّهُ له من كل هَمٍّ فَرَجًا، ومِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا" (٢).

قال أكثر المفسرين: "نزلت هذه الآية في عَوْفِ بن مالك الأشْجَعِيِّ (٣)، أسَرَ العَدُوُّ ابنًا له، فأتى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَذَكَرَ ذلك له، وَشَكا إليه الفاقةَ أيضًا، فقال له: "اتَّقِ اللَّهَ واصْبِرْ، وأكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِاللَّهِ"، فَفَعَلَ ذلك، فَبَيْنَما هو فِي بَيْتِهِ إذْ أتاهُ ابْنَهُ، وَقَدْ غَفَلَ عَنْهُ العَدُوُّ، فَأصابَ إبِلًا، وَجاءَ بِها إلى أبِيهِ، فَنَزَلَ قولُهُ تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (٤).


(١) ينظر: الكشف والبيان ٩/ ٣٣٦، الوسيط ٤/ ٣١٣، تفسير القرطبي ١٨/ ١٦٠، الدر المنثور ٦/ ٢٣٢.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ٢٤٨، وأبو داود في سننه ١/ ٣٣٩ كتاب الصلاة: باب في الاستغفار، وابن ماجَهْ في سننه ٢/ ١٢٥٤ كتاب الأدب: باب الاستغفار، والطبرانِيُّ في المعجم الكبير ١/ ٢٨٢.
(٣) عوف بن مالك بن أبِي عوف الأشجعي، أبو عبد الرحمن أو أبو محمد الغطفانِيُّ، صحابِيٌّ من الشجعان الرؤساء، أوَّلُ مَشاهِدِهِ خَيْبَرُ، وكانت معه رايةُ أشْجَعَ يوم الفتح، نزل حِمْصَ وسَكَنَ دمشق، وتوفِّي سنة (٧٣ هـ). [أسد الغابة ٤/ ١٥٦، الإصابة ٤/ ٦١٧، الأعلام ٥/ ٩٦].
(٤) ينظر في سبب نزولها: المستدرك ٢/ ٤٩٢ كتاب التفسير: سورة الطلاق، الكشف والبيان ٩/ ٣٣٦، أسباب النزول ص ٢٨٩، الوسيط ٤/ ٣١٣، تفسير القرطبي ١٨/ ١٦٠، لباب النقول ص ١٩٨، الدر المنثور ٦/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>