للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع الرسول، وقيل (١): انتصب على إضمار أعْنِي، وقيل (٢): هو نصب على الإغراء؛ أي: اتَّبعُوا رسولًا، وقال ابن الأنباري (٣): هو منصوب على الإتْباعِ لِلذِّكْرِ، ولا يحسَن الوقف على متبوع دون تابع، ولو رَفَعَ رافِعٌ الرسول (٤) على معنى: هو رَسُولٌ، لَحَسُنَ الوقفُ على الذِّكْرِ.

فإن قال قائل: كيف يكون الرسول تابعًا للذِّكر والرسول لا يُنْزَلُ وإنما يُنْزَلُ القرآنُ؟ قيل له: {أَنْزَلَ} محمول على معنى "أظْهَرَ" ومعنى "بَيَّنَ"، كما قال الشاعر:

٣٦٤ - إذا تَغَنُّى الحَمامُ الوُرْقُ هَيَّجَنِي... -وَلَوْ تَعَزَّيْتُ عَنْها- أُمَّ عَمّارِ (٥)

فنصب "أُمَّ عَمّارٍ" بـ "هَيَّجَنِي" من أجل أنه بمعنى: ذَكَّرَنِي، وقيل (٦): هو


(١) ذكره مكي بغير عزو في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٨٦، وينظر: البيان للأنباري ٢/ ٤٤٥.
(٢) ذكره ابن الأنباري ومكيٌّ بغير عزو، ينظر: إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٤٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٨٦، وينظر: البيان للأنباري ٢/ ٤٤٥، تفسير القرطبي ١٨/ ١٧٣.
(٣) إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٣٩.
(٤) وقد قرأ ابن أبِي عبلة: {رَسُولٌ} بالرفع، ينظر: شواذ القراءة للكرمانِي ورقة ٢٤٥، البحر المحيط ٨/ ٢٨٣.
(٥) البيت من البسيط، للنابغة الذبيانِي، ورواية ديوانه: "الحَمامُ الوُرْقُ ذَكَّرَنِي".
اللغة: الوُرْقُ: جمع وَرْقاءَ وهي الحمامة التي لونها بين السَّوادِ والغَبَرةِ، هَيَّجَنِي: ذَكَّرَنِي، تَعَزَّيْتُ: تَصَبَّرْتُ.
التخريج: ديوانه ص ٢٠٣، الكتاب ١/ ٢٨٦، الأضداد لابن الأنباري ص ٣٤١، شرح كتاب سيبويه للسيرافِيِّ ٢/ ١٤٠، الخصائص ٢/ ٤٢٥ - ٤٢٨، شرح الحماسة للمرزوقي ص ٣١٥، شرح التسهيل لابن مالك ٢/ ١٥٦، اللسان: هيج، ارتشاف الضرب ص ١٤٧٣.
(٦) قاله الزجاج والفارسي، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٨٨، الإيضاح العضدي ص ١٨٢، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٨٦، البيان للأنباري ٢/ ٤٤٤، تفسير القرطبي ١٨/ ١٧٣، البحر المحيط ٨/ ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>