للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (١)، قال الجِبْليّ (٢): "قال الفَرّاء: و {أَيُّكُمْ}: رفعٌ على الابتداء، وهو اسمٌ تامٌّ، و {أَحْسَنُ}: خبَرُه. و {عَمَلًا}: نصبٌ على التفسير".

وهذا خطأ، فهذه العبارة بنصها قالها النحّاسُ، لا الفَرّاء (٣).

٣ - أنه نَسَب للمبرّد رأيًا، وهو في الحقيقة لثعلب، ففي قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (٤)، قال الجِبلي (٥): "واللام في قوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} لامُ القَسَمِ، لَمّا حُذِفَت النونُ من فعله كُسِرَتِ اللامُ، ونُصِبَ فِعْلُها تشبيهًا بلام "كَي معناه: إنّا فتَحْنا فتحًا مُبِينًا لكي يُجْمَعَ لك معَ المغفرة تَمامُ النعمة في الفتح، فلمّا انضمَّ إلى المغفرة شيءٌ حادثٌ واقعٌ حَسُنَ معنى"كَيْ"، هكذا ذكره ابنُ الأنباري عن أبي عَبّاس المبرد".

وهذا الكلام قاله ابنُ الأنباري في إيضاح الوَقْف والابتداء (٦)، ولم يَحْكِهِ عن المبرّد، وأمّا حكايةُ ابن الأنباريِّ عن المبرّدِ فقد أَوْردها الواحديُّ في الوسيط (٧)، ولكنّ الأزهريَّ حكاه عن ابن الأنباريِّ عن ثعلبٍ لا عن المبرّد، وكذلك ابنُ الجوزي، ولم أقف على أنه للمبرّد (٨).

٤ - أنه نَسَب للمبرّد رأيًا يناقضُ ما ذهب إليه المبرّدُ في المقتضَب، ففي قوله


(١) الملك ٢.
(٢) البستان ٣/ ٤٧٢.
(٣) ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٤٦٧.
(٤) الفتح ٢.
(٥) البستان ٣/ ٩٥.
(٦) إيضاح الوقف ص ٩٠٠.
(٧) الوسيط ٤/ ١٣٣، ١٣٤.
(٨) ينظر: التهذيب للأزهري ١٥/ ٤٠٩، زاد المسير لابن الجوزي ٧/ ٤٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>