للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرْشٌ- الياءَ في هذه الحروفِ (١) وأخواتِها حيث وقعت على الأصل في الوصل فقط، وحَذَفَها بعضُهُمْ في الخَطِّ لأنها رأس آية، ورؤوس الآيات يُنْوَى الوَقْفُ عليها، والوقوف على الياء يُسْتَثْقَلُ، فاستغنوا عنها بالكَسْرِ (٢).

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ} يعني: تَصفُّ أجْنِحَتَها في الهواء وهي تطير {وَيَقْبِضْنَ}؛ أي: قابِضاتٍ أجْنِحَتَها بعد انبساطها، وقيل: معنى قوله: {وَيَقْبِضْنَ}؛ أي: يُسْرِعْنَ، والقَبْضُ: شِدّةُ العَدْوِ، و {وَيَقْبِضْنَ} عطف على معنى {صَافَّاتٍ}؛ لِما بَيْنَ اسمِ الفاعل والفعلِ المضارع من المناسبة، قال الشاعر:

٣٧١ - باتَ يُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ

يَعْدِلُ فِي أسْؤُقِها وَجائِرِ (٣)


(١) قرأ وَرْشٌ عن نافع: "نَذِيري" و"نَكِيرِي" بإثبات الياء فيهما وفي أمثالهما وصلًا فقط، وأثبت يعقوبُ الياءَ وصلًا ووقفًا، وقرأ الباقون بغير ياء فِي الحالين، ينظر: السبعة ص ٦٤٥، تفسير القرطبي ١٨/ ٢١٧، الإتحاف ٢/ ٥٥١.
(٢) ينطر: إيضاح الوقف والابتداء ص ٢٥٨: ٢٦٠، إعراب القرآن ٤/ ٤٧١، الحجة للفارسي ٤/ ٥٥.
(٣) البيتان من الرجز المشطور، لم أقف على قائلهما، ويُرْوَى الأول:
باتَ يُغَشِّيها بِسَيْفٍ باتِرِ
وهما في وصفِ كريمٍ بادَرَ بِعَقْرِ إِبلِهِ لضيوفِهِ، و"جائِرِ" صفة ثالثة لـ "عَضْبٍ" بعد "باتِرِ"، و"يَعْدِلُ"، أي: بعَضْبٍ باتِرِ قاصِدٍ جَائِرٍ.
اللغة: يُعَشِّيها. يُطْعِمُها العَشاءَ، العَضْبُ الباتر: السَّيْفُ القاطع، أقام السيف لإبله مقامَ العَشاءِ، يَعْدِلُ: يتوسَّطُ ولا يُجاوِزُ الحدَّ، الأسْؤُقُ: جمع قِلّةٍ للسّاقِ.
التخريج: معانِي القرآن للفراء ١/ ٢١٣، ٢/ ١٩٨، معانِي القرآن وإعرابه ١/ ٤١٢، تهذيب اللغة ٦/ ١٨، أمالِيُّ ابن الشجري ٢/ ٤٣٧، ٣/ ٢٠٥، المحرر الوجيز ٥/ ٣٤٢، كشف =

<<  <  ج: ص:  >  >>