للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الزعِيمُ غارِمٌ" (١) يعني الكفيل، والفعل منه: زَعَمَ يَزْعُمُ زَعامةً.

قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قرأه العامة بِياءٍ مضمومةٍ، وقرأ ابن عباس بِتاءٍ مفتوحةٍ وكَسْرِ الشين (٢)؛ أي: تَكْشِفُ القيامةُ، و {يَوْمَ} ظرف لقوله: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ} في ذلك اليوم {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٤١)}، وقيل (٣): انتصب {يَوْمَ} على تقدير: اذْكُرْ يا محمدُ يَوْمَ يُكْشَفُ عن ساقٍ، فَيُبْتَدَأُ به (٤).

وقوله: {عَنْ سَاقٍ}؛ أي: عن أمْرٍ شَدِيدٍ فَظِيعٍ، وهو إقبال الآخرة وذَهاب الدنيا، قال ابن عباس (٥): هو أشَدُّ ساعةٍ في القيامة، قال الشاعر:

٣٨٢ - كَشَفَتْ لَكُمْ عَنْ ساقِها... وَبَدا مِنَ الشَّرِّ الصُّراحُ (٦)


(١) رواه الإمام أحمد بسنده عن أبِي أُمامةَ في المسند ٥/ ٢٦٧، ورواه ابن ماجَهْ في سننه ٢/ ٨٠٤ كتاب الصدقات: باب الكفالة، ورواه عبد الرزاق في مصنفه ٨/ ١٧٣، وينظر أيضًا: كنز العمال ١٥/ ١٧٨.
(٢) وقرأ ابن عباس أيضًا وابنُ مسعود وابن هُرْمُزٍ: "نَكْشِفُ"، وقرأ ابن عباس والحسن وأبو العالية: "تُكْشَفُ" بالتاء مَبْنِيًّا للمفعول، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٠، المحتسب ٢/ ٣٢٦، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٤٨، البحر المحيط ٨/ ٣٠٩.
(٣) هذا الوجه والذي قبله ذكرهما مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٩٨، ٣٩٩، وينظر: البيان للأنباري ٢/ ٤٥٥، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٥١١.
(٤) يعني أن {يَوْمَ} إذا جُعِلَ مفعولًا به لـ "اذْكُرْ"، فإنه يوقف على ما قبله، وهو {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ}، وإذا كان ظرفًا لقوله: {فَلْيَأْتُوا} فإن الكلام متصل بما قبله، ينظر: الفريد للهمداني ٤/ ٥١١، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٤٨.
(٥) ينظر قوله في جامع البيان ٢٩/ ٤٧، الكشف والبيان ١٠/ ١٩، الوسيط ٤/ ٣٣٩، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٤٩.
(٦) البيت من الكامل لسعد بن مالك جَدِّ أبِي طَرَفةَ بن العبد، من قصيدة قالها في حرب البَسُوسِ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>