للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَوَى مقاتل بن سليمان عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}، يعني: عن ساقه اليُمْنَى، فَيُضِيءُ نُورُ ساقِهِ الأرضَ، فذلك قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} (١)، يعني: بِنُورِ ساقِهِ اليُمْنَى.

وقال ابن قتيبة (٢): أصْلُ هذا أنَّ الرَّجُلَ إذا وقع في أمْرٍ عَظِيمٍ احتاج إلَى الجِدِّ فيه شَمَّرَ عن ساقه، فاسْتُعِيرَ الكَشْفُ عن السّاقِ في موضع الشِّدّةِ، وأنشد لِدُرَيْدِ بن الصِّمّةِ:

٣٨٦ - كَمِيشُ الإزارِ، خارِجٌ نِصْفُ ساقِهِ... صَبُورٌ عَلَى الجُلَّى (٣)، طَلَّاعُ أنْجُدِ (٤)


= ١/ ٢٧٦، اللسان: عرق، البحر المحيط ٤/ ٦٠، ٨/ ٣٠٩، ٣١٠، اللباب في علوم الكتاب ١٩/ ٢٩٨، ٢٩٩، التاج: عرق، فتح القدير ٥/ ٢٧٥، روح المعانِي ٢٩/ ٣٤.
(١) الزمر ٦٩.
(٢) تأويل مشكل القرآن ص ١٣٧.
(٣) رواه ابن قتيبة: "على الجَلَّاءِ" بالمد، وبها يستقيم وزن البيت، ينظر: تأويل مشكل القرآن ص ١٣٧.
(٤) البيت من الطويل، لِدُريدِ بن الصِّمّةِ، يرثي أخاه عبد اللَّه الذي قتله بنو عَبْسٍ، ورواية ديوانه: "صَبُورٌ عَلَى العَزّاءِ"، وعلى رواية "الجُلَّى" بالقصر يختل الوزن.
اللغة: كَمِيشُ الإزارِ: مُشَمِّرٌ جادٌّ، ورَجُلٌ كَمِيشٌ: عَزُومٌ ماضٍ سَرِيعٌ في أُمُورِهِ، الجُلَّى: الأمْرُ العَظِيمُ، والجَلَّاءُ: الخَصْلةُ العَظِيمةُ، أنْجُدٌ: جَمْعُ نَجْدٍ وَهُوَ ما غَلُظَ مِنَ الأرْضِ وارْتَفَعَ واسْتَوَى، وَطَلَّاعُ أنْجُدٍ؛ أيْ: ضابِطٌ لِلأُمُورِ غالِبٌ لَها سامٍ لِمَعالِي الأُمُورِ.
التخريج: ديوانه ص ٦٦، التعازي والمراثي للمبرد ص ٢٣، الكامل للمبرد ١/ ٣٨٤، الاختيارين ص ٤١٢، الزاهر لابن الأنباري ٢/ ١٥٢، العقد الفريد ٥/ ٣٤٢، المقصور والممدود للقالِي ص ٤١٢، التهذيب ٩/ ٢٣٤، ١٠/ ٤٨٨، ديوان المعانِي ١/ ٥٦، المخصص ١٦/ ٣٧، الكشف والبيان ١٠/ ١٩، الوسيط ٤/ ٣٠٤، شرح الحماسة للتبريزي ٢/ ١٥٨، شرح الحماسة للمرزوقي ص ٨١٨، المحرر الوجيز ٥/ ٣٥٢، منتهى الطلب ٣/ ٣٢٣، اللسان: جلل، سوق، فتح القدير ٥/ ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>