للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلسلة لَسارَتْ أربعين خريفًا الليلَ والنهارَ قبل أن تَبْلُغَ أصْلَها أو قَعْرَها" (١).

وَرُوِيَ عن كعب الأحبار أنه قال: لو جُمِعَ حَدِيدُ الدنيا ما وَزَنَ حَلْقةً منها (٢)، وعن سُوَيْدِ بن أبِي نُجَيْحٍ (٣) أنه قال: بَلَغَنِي أنَّ جَمِيعَ أهْلِ النار في تلك السلسلة، لو أن حلقة منها وُضِعَتْ على جَبَلٍ لَذابَ مِنْ حَرِّها.

قوله: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) أي: لا يُصَدِّقُ بتوحيد اللَّه وعظمته {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) أي: لا يُطْعِمُ المسكينَ فِي الدنيا، ولا يأمر أهلَه بذلك {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا} يعني: في الآخرة {حَمِيمٌ (٣٥) أي: قريب وصديق يمنعه من عذاب اللَّه، وهو رفع؛ لأنه اسم "لَيْسَ"، {وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦)} وهو صَدِيدُ أهْلِ النار، مأخوذ من الغَسْلِ، قال الأخفش (٤): هو ما يُغْسَلُ من لُحُومِ أهْلِ النار ودمائهم، وزِيدَ فيه الياءُ والنونُ كما زِيدَ "عِفِرِّينُ"،


(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ١٩٧، والترمذي في سننه ٤/ ١٠٩ أبواب صفة جهنم: باب ما جاء في صفة طعام أهل النار، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٣٨ كتاب التفسير: سورة "حم" المؤمن، وينظر: جامع البيان ٢٩/ ٧٩، الكشف والبيان ١٠/ ٣١.
(٢) ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٣١، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٧٢، تفسير ابن كثير ٤/ ٤٤٤، الدر المنثور ٦/ ٢٦٢.
(٣) ويقال: سُوَيْدُ بن نُجَيْحٍ، أبو قُطْبةَ الكُوفِيُّ، ثقة يكتب حديثه، روي عن الشعبي وعكرمة، وتُوُفِّيَ في خلافة أبِي جعفر المنصور. [الثقات ٦/ ٤١٢ - ٤١٣، الجرح والتعديل ٤/ ٢٣٦ - ٢٣٧]، وينظر قوله في الكشف والبيان ١٠/ ٣١، الوسيط ٤/ ٣٤٨، زاد المسير ٨/ ٣٥٣، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٧٢.
(٤) قال الأخفش: "وقال: "إلَّا مِنْ غِسْلِينٍ"، جعله، واللَّه أعلم، من الغَسْلِ، وزاد الياءَ والنونَ بمَنْزِلةِ عِفِرِّينَ وكِفِرِّينَ". معاني القرآن ص ٥٠٦ - ٥٠٧. وأما العِفِرِّينُ فهي المَأْسَدةُ، وقيل لَكل ضابِطٍ قَوِيٍّ: لَيْثُ عِفِرِّينَ، ويقال للرجلِ الكاملِ ابنِ الخمسين: لَيْثُ عِفِرِّينَ، ينظر: العين ٢/ ١٢٣، الصحاح ٢/ ٧٥٣، اللسان: عفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>