للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد: بالقوة. قال ابن قتيبة (١): وإنما أقامَ اليَمِينَ مُقامَ القوة؛ لأن قُوّةَ كُلِّ شَيْءٍ في مَيامِنِهِ.

وقال صاحب إنسان العين (٢): الباء مؤكدة، والمعنى: أخَذْنا يَمِينَهُ وأعْجَزْناهُ، أو أخذنا باليمين منه كما تقول: خُذْ بِيَمِينِهِ فَأخْرِجْهُ.

وقال الثعلبيُّ (٣): قيل: معناه: لأخذنا منه باليَدِ اليَمِينِ من يديه، وهو مَثَلٌ معناه: لأذْلَلْناهُ وَأهَنّاهُ، وهذا كقول ذِي السلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض مَنْ بَيْنَ يَدَيْهِ إهانةً، قال لبعض أعوانه: خُذْ بِيَدِهِ فَأقِمْهُ. واعْتَمَدَ محمدُ بن جرير الطبري هذا القول (٤).

{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦)} وهو عِرْقٌ يكون في القَلْبِ، يُسَمَّى نِياطَ القَلْبِ، فإذا قُطِعَ مات صاحبه، وإنما يُسَمَّى نِياطًا لِتَعَلُّقِهِ بِالقَلْبِ (٥)، وقال


= ٨/ ٢٢١، ١٥/ ٥٢٣، مقاييس اللغة ٦/ ١٥٨، المحتسب ٢/ ٢٣٤، الكشف والبيان ١٠/ ٣٢، أمالِيُّ ابن الشجري ٢/ ٤٣٤، عين المعانِي ورقة ١٣٧/ أ، تفسير القرطبي ٥/ ٢٠، ٨/ ٢٥١، ١٤/ ١٤٧، ١٥/ ٧٥، ٢٧٨، ١٨/ ٢٧٦ - ٢٧٥، شرح المفصل لابن يعيش ٢/ ٣١، اللسان: عرب، يمن، شرح شواهد شرح الشافية ص ٢٠٤، التاج: عرب.
(١) تأويل مشكل القرآن ص ١٥٤.
(٢) ينظر: عين المعانِي ورقة ١٣٧/ أ.
(٣) الكشف والبيان ١٠/ ٣٢ - ٣٣.
(٤) قال الطبري: "وقد قيل: إن معنى قوله: {لأخَذْنا مِنْهُ بِاليَمِينِ}: لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه، قالوا: وإنما ذلك مَثَلٌ، ومعناه: إنا كُنّا نُذِلُّهُ وَنُهِينُهُ، ثم نقطع منه بعد ذلك الوتينَ، قالوا: وإنما ذلك كقول ذي السلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض مَنْ بَيْنَ يديه لأعوانه: خُذْ بيَدِهِ فَأقِمْهُ، وافْعَلْ به كذا وكذا، قالوا: وكذلك معنى قوله: {لأخَذْنا مِنْهُ بِاليَمِينِ}؛ أي: لأهَنّاهُ كالذي يُفْعَلُ بالذي وَصَفْنا حالَهُ". جامع البيان ٢٩/ ٨٢.
(٥) قاله ابن عباس والضحاك وابن جبير وابن زيد وأبو عبيدة وابن قتيبة، ينظر: مجاز القرآن =

<<  <  ج: ص:  >  >>