للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل الفجور المَيْلُ عن الحَقِّ، ويُسَمَّى الكاذِبُ فاجِرًا؛ لأنه مالَ عن الحَقِّ، ولذلك قِيلَ لِلْمائِلِ عن الخَيْرِ: فاجِرٌ، وقال بعض الأعراب لِعُمَرَ بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، وكان أتاه، فَشَكا إليه نَقَبَ إبلِهِ ودَبَرَها، واسْتَحْمَلَهُ فلم يُحْمِلْهُ، فأنشأ يقول:

٤٠٢ - أقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ

ما مَسَّها مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ

اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ إنْ كانَ فَجَرْ (١)

أي: إنْ كان مالَ عن الصدق (٢).

قوله: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} يعني لَمَكَ بنَ مَتُّوشَلَخَ، وشَمْخَى بنت أنُوشَ، وكان أبواه مؤمنين، وقرأ سعيد بن جبير: "وَلِوالِدِي" (٣) على الواحد


(١) الأبيات من الرجز المشطور، لعبد اللَّه بن كَيْسَبةَ، أو لأحد الأعراب، ونسبه ابن يعيش لِرُؤْبةَ، وهذا غير صحيح، لأن الأبيات في خِطابِ عُمَرَ بن الخطاب رحمه اللَّه، وَرُؤْبةُ تُوُفيَ سنة (١٤٥ هـ).
اللغة: النَّقَبُ: رِقّةُ أخْفافِ البَعِيرِ مِنْ كَثْرةِ السَّيْرِ، الدَّبَرُ: جَمْعُ دَبَرةٍ وَهِيَ الجُرْحُ الَّذِي يَكُونُ في ظَهْرِ الدّابّةِ.
التخريج: العين للخليل ٨/ ٣٠٧، الزاهر لابن الأنباري ١/ ١٤٢، تهذيب اللغة ١١/ ٥٠، إعراب ثلاثين سورة ص ٩٩، الصاحبي ص ٢٩٨، ديوان الأدب ٢/ ١١١، الحلل ص ١٣٣، أساس البلاغة: نقب، تفسير القرطبي ١٩/ ٩٥، شرح المفصل ٣/ ٧١، شرح الكافية للرضي ٢/ ٣٨٢، ٣٩٩، ٤١٣، اللسان: فجر، نقب، المقاصد النحوية ٤/ ١١٥، التصريح ١/ ١٢١، ٢/ ١٣١، خزانة الأدب ٥/ ١٥٤، ١٥٦، التاج: نقب، فجر.
(٢) من أول قوله: "وأصل الفجور: الميل" قاله ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ص ٣٤٧.
(٣) وهي قراءة عاصم الجَحْدَرِيِّ أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٢، تفسير القرطبي ١٨/ ٣١٤، البحر المحيط ٨/ ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>