للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَالرُّجْزَ} بضم الراء، وقرأ الباقون بالكسر (١)، واختاره أبو عبيد، وقال: لأنه أفْشَى اللغتين وأكْثَرُهُما، وهما لغتان بمعنًى واحدٍ (٢)، وقيل (٣): الزاي فيه منقلبة عن السين، والعرب تُعاقِبُ بين السين والزاي لقرب مخرجهما، ودليل هذا التأويل قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (٤).

والرِّجْزُ في اللغة معناه العَذابُ (٥)، وفيه لغتان: كَسْرُ الراء وَضَمُّهُ كما ذكرنا، وقيل (٦): الرِّجْزُ بكسر الراء: العَذابُ، وبالضم: الصَّنَمُ، وقيل: هما شيء واحد كما تقدم، ومعناهما الإثم والظلم، وهو منصوب بـ "اهْجُرْ"، ولو كان في الأفعال الهاء لكان النصب أوْلَى أيضًا؛ لأن الأمْرَ بالفعل أوْلَى (٧).


(١) قرأ حمزةُ والكسائيُّ وأبو عمر و وابنُ عامر وابنُ كثير ونافعٌ وأبو بكر عن عاصم: {وَالرِّجْزَ} بكسر الراء، ينظر: السبعة ص ٦٥٩، تفسير القرطبي ١٩/ ٦٧، البحر المحيط ٨/ ٣٦٤، الإتحاف ٢/ ٥٧١.
(٢) قاله الفراء والأخفش وثعلب، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٠١، معانِي القرآن للأخفش ص ٩٨، مجالس ثعلب ص ٢١٧، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٤٥، معانِي القراءات ٣/ ١٠٢.
(٣) قال ابن خالويه: "قالوا: والكسر أفصح؛ لأن الرِّجْزَ والرِّجْسَ سِيّانِ، العرب تُبْدِلُ الزّايَ سِينًا، ومثله: الأزْدُ والأسْدُ". إعراب القراءات السبع ٢/ ٤١٠، وينظر: عين المعانِي ورقة ١٣٩/ أ.
(٤) الحج ٣٠.
(٥) هذا قول الكلبي كما ذكر الفراء في معاني القرآن ٣/ ٢٠١، وبه قال ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٥٠.
(٦) قاله مجاهد كما ذكر الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٠١، وقال الأخفش: "وذكروا أن الرُّجْزَ صَنَمٌ كانوا يعبدونه". معانِي القرآن ص ٩٨، وينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٩٥، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤١٠، الحجة للفارسي ٤/ ٧٤، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٤٧.
(٧) قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ٦٥، ومعناه: أنه لو كان في الفعل هاءٌ لانتصب الاسم المتقدم على الاشتغال.

<<  <  ج: ص:  >  >>