للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل (١): إنها تَلْفَحُ الجِلْدَ لَفْحةً، فَتَدَعُهُ أشَدَّ سَوادًا من الليل.

ورفع {لَوَّاحَةٌ} على إضمار مبتدأ أي: هي لَوّاحةٌ (٢)، وقيل: على نعت {سَقَرُ} في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ}، وقيل: هو رفع على الذَّمِّ، ومثله: "نَزّاعةٌ لِلشَّوَى" (٣)، وقرأ عَطِيّةُ العَوْفِيُّ: "لَوّاحةً" (٤) بالنصب على الحال، والبَشَرُ جَمْعُ بَشَرةٍ، وجمع البَشَرِ أبْشارٌ، فهو جمع الجمع (٥).

{عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)} من الخَزَنةِ مالِكٌ ومعه ثمانية عشر من الملائكة، أعْيُنُهُمْ كالبَرْقِ الخاطِفِ، وأنْيابُهُمْ كالصَّياصِي، يَخْرُجُ لَهَبُ النّارِ من أفواههم، ما بَيْنَ مَنْكِبَيْ أحَدِهِمْ مَسِيرةُ سَنةٍ، يَسَعُ كَفُّ أحَدِهِمْ مِثْلَ رَبِيعةَ وَمُضَرَ، قد نُزِعَتْ منهم الرَّحْمةُ، يَرْفَعُ أحَدُهُمْ سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم (٦).


= عن الليث في التهذيب ٥/ ٢٤٨، وينظر: الزاهر لابن الأنباري ١/ ٣٥٦، غريب القرآن للسجستاني ص ١٦٧، الكشف والبيان ١٠/ ٧٣.
(١) قاله مجاهد وأبو رزين، ينظر: جامع البيان ٢٩/ ١٩٨، الكشف والبيان ١٠/ ٧٤، الوسيط ٤/ ٣٨٤، الكشاف ٤/ ١٨٣، تفسير القرطبي ١٩/ ٧٧.
(٢) قاله ابن الأنباري والنحاس، ينظر: إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٥٥، إعراب القرآن ٥/ ٦٩.
(٣) المعارج ١٦، وهذا على قراءة الرفع، وراجع ما ذُكِرَ فيها في ٤/ ٦٨.
(٤) قرأ عطية العوفِيُّ وزيد بن عَلِيٍّ والحسن وابن أبِي عبلة ونصر بن عاصم وعيسى بن عمر وأبو معاذ: {لَوَّاحةً} بالنصب، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٥، القرطبي ١٩/ ٧٧، البحر ٨/ ٣٦٧.
(٥) قال الخليل: "والبَشَرةُ: أعلى جِلْد الوَجْه والجَسَد من الإنسان، وهو البَشَر إذا جَمَعْتَه وإذا عَنَيْتَ به اللَّوْنَ والرِّقّةُ، وجَمْعُ الجَمْعِ: أبْشارٌ". العين ٦/ ٢٥٩، وينظر: المحيط في اللغة ٧/ ٣٣٠، اللسان: بشر، التاج: بشر.
(٦) حكاه الواحدي عن المفسرين في الوسيط ٤/ ٣٨٤، وينظر: زاد المسير ٨/ ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>