للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: لأن الفَأْرَ إذا خَرَجَ مِنْ مَحْبسِهِ أخَذَ يَمْنةً أو يَسْرةً أو فَوْقَ، ولا رابِعَ له. وقيل (١): الشُّعَبُ الثَّلَاثُ: اللَّهَبُ والشَّرَرُ والدُّخانُ.

{لَا ظَلِيلٍ}؛ أي: لا بارد {وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣١)} يعني: مِنْ لَهَبِ جَهَنَّمَ، و {ظَلِيلٍ} خفض على البدل من {ظِلٍّ} (٢)، ومثل هذا: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ لَا عالِمٍ ولا أدِيبٍ، وَوَرَدْتُ الماءَ لا عَذْبًا وَلا شَرِيبًا، ويجوز الرفع على الابتداء (٣).

ثم قال: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢)} قرأه العامة بفتح القاف وجزم الصاد، وَرُوِيَ عن ابن عباس وسعيذ بن جُبَيْرٍ بكسر القاف وفتح الصاد (٤)، قال أبو حاتِمٍ (٥): ولعلها لُغةٌ، وقيل (٦): أراد أعناق النَّخْلِ، وقيل (٧): أُصُولُ النَّخْلِ


(١) ذكره السجاوندي بغير عزو في عين المعانِي ورقة ١٤١/ أ، وينظر: تفسير القرطبي ١٩/ ١٦٣.
(٢) "ظَلِيلٍ" نعت لـ "ظِلِّ"، أي: إلَى ظِلٍّ غَيْرِ ظَلِيلٍ، قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ١١٨، وينظر: الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٦٠٣، ولَمْ أقف على من قال: إنه بَدَلٌ من "ظَلِيلٍ".
(٣) وهذا في غير القرآن، وقد قرأ عُبَيْدُ بن عُمَيْرٍ في الشواذِّ: "لَا ظَلِيلٌ" بالرفع، ينظر: شواذ القراءة للكرمانِيِّ ورقة ٢٥٧.
(٤) وهي قراءة الحسن أيضًا، ورُوِيَ عن ابن عباس وابن جُبَيْير وَحُمَيْدٍ والسُّلَمِيِّ أيضًا: "كالْقَصَرِ" بفتح القاف والصاد، ينظر: إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٢٩، المحتسب ٢/ ٣٤٦، تفسير القرطبي ١٩/ ١٦٤، البحر المحيط ٨/ ٣٩٨.
(٥) قال ابن جني: "وقال أبو حاتم: لعل القِصَرَ بكسر القاف لُغةٌ كَحاجةٍ وَحِوَجٍ، قد قالوا أيضًا، في حَلْقةِ الحَدِيدِ: حَلَقةٌ بفتح اللام، وقالوا: حِلَقٌ بكسر الحاء. أبو حاتم: قال الحَسَنُ: قَصْرةٌ وَقَصْرٌ مثل جَمْرةٍ وَجَمْرٍ". المحتسب ٢/ ٣٤٦، وينظر قوله أيضًا في الكشف والبيان ١٠/ ١١٠، الفريد للهمداني ٤/ ٦٠٣، تفسير القرطبي ١٩/ ١٦٤.
(٦) هذا على قراءة "كَالْقَصَرِ" بفتح القاف والصاد، ولَمْ يذكرها المؤلف، وهذا قول ابن السِّكِّيتِ وابن قتيبة، ينظر: إصلاح المنطق ص ٤١، تأويل مشكل القرآن ص ٣٢٠، وينظر: الصحاح ٢/ ٧٩٣، المحرر الوجيز ٥/ ٤٢٠.
(٧) هذا أيضًا، على قراءة "كالْقَصَرِ" بفتح القاف والصاد، وهو قول قتادة والفراء وابن قتيبة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>