للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالَى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} (١)، قال النابغة (٢):

٢ - مِنْ وَحْشِ وَجْرةَ مُوشِيٍّ أَكَارِعُهُ... طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ (٣)

أراد: أكارعه مُوشِيّةٌ، ويجوز الرفع بمعنى: قُلُوبُهُم لَاهِيةٌ (٤)، أو يكون خبرًا بعد خبر، أو على إضمار مبتدأ (٥).

قوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} كان حقه: وأسرَّ؛ لأنه فعل تقدم


(١) النساء ٧٥، ومن أول قوله: "ومن حق النعت أن يتبع الاسم" قاله الثعلبي في الكشف والبيان ٦/ ٢٦٩، وينظر: تفسير القرطبي ١١/ ٢٦٨.
(٢) هو: زياد بن معاوية بن ضباب الذبيانِيُّ، أبو أمامة، شاعرٌ جاهليٌّ من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كان الشعراء يقصدون قُبَّتَهُ في سوق عكاظ، يعرضون عليه شعرهم، نادم النعمان بن المنذر، وعُمِّرَ طويلًا، وتوفي سنة (٦٠٤ م) تقريبًا. [الشعر والشعراء ص ١٦٣ - ١٧٩، الأعلام ٣/ ٥٤، ٥٥].
(٣) البيت من البسيط من قصيدة للنابغة في مدح النعمان والاعتذار له، وهذا البيت في وصف ناقته التي حملته إلى النعمان، يشبهها بالثور الوحشي.
اللغة: وجرة: فلاة بين مكة والبصرة ليس فيها منزل، موشي أكارعه: الوشي: خلط لون بلون، والأكارع: القوائم واحدها كُراعٌ، والمعنى: أن هذا الثور بقوائمه نقط سود وخطوط، طاوي المصير: خالي المِعَى جائعٌ، والمصير: المعى وجمعه أَمْصِرةٌ ومُصْرانٌ، الصَيَّقَلُ: شَحّاذُ السُّيُوفِ الذي يجلوها، الفَرَدُ والفُرُدُ: المنقطع القرينِ.
التخريج: ديوانه ص ١٧، الزاهر ٢/ ٢٩٦، تهذيب اللغة: فرد ١٤/ ٩٩، الكشف والبيان ٦/ ٢٦٩، القرطبي ٦/ ٢٣٥، اللسان: فرد، تاج العروس: فرد.
(٤) قاله الكسائي والفراء، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ١٩٨، إعراب القرآن ٣/ ٦٣، وقد قرأ بالرفع ابن أبِي عبلة وعيسى بن عمر وعكرمة وسعيد بن جبير، ينظر: زاد المسير ٥/ ٣٤٠، مفاتيح الغيب ٢٢/ ١٤١، البحر المحيط ٦/ ٢٧٥.
(٥) هذان الوجهان حكاهما النحاس عن بعضهم بغير عزو في إعراب القرآن ٣/ ٦٣، ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>