للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} يعني جبريل وميكائيل ومَلَكَ الموت وإسرافيلَ، يُدَبِّرُونَ أمْرَ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- في أهل الأرض، قال عبد الرحمن بن سابِطٍ (١): يُدَبِّرُ أمْرَ الدنيا أرْبَعةُ أمْلَاكٍ: جِبْرِيلُ وميكائيلُ وَمَلَكُ الموت وَإسْرافِيلُ، فأما جبريل فَوُكِّلَ بِالرِّياحِ والجُنُودِ، وأما ميكائيل فَوُكِّلَ بِالقَطْرِ والنَّباتِ، وأما مَلَكُ الموت فَوُكِّلَ بِقَبْضِ الأنْفُسِ، فأما إسرافيل فهو يَنْزِلُ عليهم بالأمر (٢).

ومن أوَّلِ السورة إلَى هنا أقْسامٌ أقْسَمَ اللَّه تعالى بِها، وله أن يُقْسِمَ بِما شاء مِنْ خَلْقِهِ، وجوابها محذوف مضمر مجازه: لَتُبْعَثُنَّ وَلَتُحاسَبُنَّ {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}، وهو قول بعض نحاة الكوفة (٣).

وقال بعض نُحاةِ البصرة (٤): جوابها قوله تعالَى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ


(١) ويقال: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سابط بن أبِي حُمَيْضةَ بن عمرو الجُمَحِيُّ القُرَشِيُّ، تابِعِيٌّ أرْسَلَ عن النبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، رَوَى عن أنس وجابر بن عبد اللَّه وأبيه سابط الجمحي وغيرهم، وكان ثقةً كثيرَ الحديث، توفِّي سنة (١١٨ هـ). [التاريخ الكبير ٥/ ٢٩٤، الثقات ٥/ ٩٢ - ٩٣، تهذيب الكمال ١٧/ ١٢٣ - ١٢٧].
(٢) ينظر قول عبد الرحمن بن سابط في الكشف والبيان ١٠/ ١٢٤، الوسيط للواحدي ٤/ ٤١٨، تفسير القرطبي ١٩/ ١٩٤.
(٣) هو الفراء، قاله في معاني القرآن ٣/ ٢٣١، وهو أيضًا، قول ابن الأنباري من الكوفيين، قاله في إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٦٤، واختاره الزَّجّاجُ والنَّحّاسُ ومَكِّيٌّ، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٧٨، إعراب القرآن ٥/ ١٤١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٥٤.
(٤) هو الأخفش، قاله في معانِي القرآن ص ٥٢٦، وحكاه السجاوندي عن أبِي حاتم السجستانِي في عين المعانِي ورقة ١٤١/ ب، قال ابن الأنباري: "وهذا قبيح؛ لأن الكلام قد طال فيما بينهما". إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٦٥، وينظر: إعراب القرآن للنحاس ٥/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>