للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكُنْ مَلآنَ (١)، و {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١)} ابتداء وخبر، قال طاهر بن أحمد (٢): وجاز الابتداء بالنكرة لِما في الكلام من معنى الدعاء، ولأن النكرة إذا قَرُبَتْ من المعرفة جاز الابتداء بها.

والوَيْلُ عند البصريين كلمة مفردة غير مُرَكَّبةٍ، بدليل إعرابها وتنوينها وَتَمَكُّنِها (٣)، وهي عند الكوفيين مُرَكَّبةٌ، فيفتحونها مع المضمر، ويكسرونها مع الظاهر، فيقولون: وَيْلَهُ وَوَيْلِ زَيْدٍ، وأصلها عندهم "وَيْ" (٤).

والمختار في {وَيْلٌ} وشبهه إذا لَمْ يكن مضافًا الرَّفْعُ، ويجوز النصب، فإن كان مضافًا أو مُعَرَّفًا كان الاختيار فيه النصبَ، نحو قوله {وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (٥).

{وَيْلٌ} أصله مَصدَرٌ من فِعْلٍ لَمْ يُسْتَعْمَلْ (٦)، وقال المُبَرِّدُ في {وَيْلٌ


(١) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٥١٩، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ١٣/ ٣٠٠ - ٣٠٢، الصحاح ٤/ ١٣٩٥، الكشف والبيان ١٠/ ١٤٩.
(٢) الآية التي وردت في النص المُحَقَّقِ لشرح الجمل لطاهر بن أحمد هي قوله تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ} [إبراهيم: ٢]، وقد أشار المُحَقِّقُ إلى أنه ورد في إحدى النسخ المخطوطة لشرح الجمل قوله تعالَى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١)}. شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٨١.
(٣) ينظر: الكتاب ١/ ٣٣٠: ٣٣٢، المقتضب ٣/ ٢٠٦، ٢٠٧، المسائل المنثورة ص ٢٢.
(٤) حكى النحاس قولهم في إعراب القرآن ٣/ ٣٩٩، وحكاه الأزهري عنهم وعن ابن كيسان في تهذيب اللغة ٥/ ٢٩٦، وينظر: اللسان: ويل، التاج: ويل.
(٥) طه ٦١.
(٦) من أول قوله: "والمختار فِي "ويل" وشبهه" قاله مَكِّيٌّ بنصه في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٢، وبقية كلامه: "ولو كان المصدر مِنْ فِعْلٍ مُسْتَعْمَل كان الاختيار فيه إذا أُضِيفَ أو عُرِّفَ بالألف واللام الرفعُ، ويجوز النصبُ". مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>