للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كَيْفَ بِكُمْ إذا جُمِعْتُمْ كَما يُجْمَعُ النَّبْلُ فِي الكِنانةِ خَمْسِينَ ألْفَ سَنةً لا يُنْظَرُ إلَيْكُمْ؟ " (١).

ويقال (٢): ما طُولُ القِيامةِ على المؤمن إلا كما بَيْنَ الظهر والعصر، قال اللَّه تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} يعني الساعة {إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} (٣).

قيل: مقدار لُبْثِهِمْ كما بَيْنَ صلاة العصر إلَى أن تغيب الشمس، أو كما بَيْنَ طلوع الشمس إلَى أنْ تَدْنُوَ، واللَّه أعلم.

وَرَوَى سُلَيْمُ بن عامر (٤) قال: حَدَّثَنِي المِقْدادُ بن الأسود (٥) قال: سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إذا كان يومُ القيامة أدْنِيَتِ الشَّمْسُ من العباد حَتَّى تكون قَدْرَ مِيلٍ أو مِيلَيْنِ"، قال سُلَيْمٌ: فلا أدري، أمَسافةَ الأرض أم المِيلُ الذي تُكْحَلُ به العَيْنُ؟، ثم قال: "فَتَصْهَرُهُم الشَّمْسُ، فَيَكُونُونَ فِي العَرَقِ كَقَدْرِ


(١) رواه الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٧٢ كتاب الأهوال: باب "لا يدخل أهْلُ الجَنّةِ الجَنّةَ حَتَّى يُنَقَّوْا عن مَظالِمِ الدنيا"، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٢١٨/ ب، ٢١٩/ أ، مجمع الزوائد ٧/ ١٣٥ كتاب التفسير: سورة "وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ".
(٢) هذا قول إبراهيم التَّيْمِيِّ، رواه عنه عبد الرزاق في تفسيره ٣/ ٣١٦، ٣٥٥، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٢١٩/ أ، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٨٣.
(٣) النازعات ٤٦.
(٤) هو سليم بن عامر الكَلَاعِيُّ الخَبائِريُّ، أبو يحيى الحِمْصِيُّ، تابعيٌّ ثقة، روى عن المقداد ابن الأسود وأبِي أُمامةَ وَأبِي الدَّرْداءِ وَأبِي هريرة، توفِّي سنة (١٣٠ هـ). [سير أعلام النبلاء ٥/ ١٨٥، ١٨٦، تَهذيب التهذيب ٤/ ١٤٦].
(٥) المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي البَهْرانِيُّ، أبو معبد الحضرميُّ، صحابِيٌّ من الأبطال، وأحد السبعة الذين كانوا أوُّلَ من أظهر الإسلام بمكة، وأول من قاتل على فرس في سبيل اللَّه، كان من سكان حضرموت، وقدم إلى مكة، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزُّهْرِيُّ، فصار يُعرف به حتى حُرِّمَ التبني، شهد بدرًا وما بعدها، سكن المدينة، وتوفِّي على مقربة منها سنة (٣٣ هـ). [الإصابة ٦/ ١٥٩ - ١٦١، تقريب التهذيب ٢/ ٢١٠، الأعلام ٧/ ٢٨٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>