للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال تعالى: {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١)} يعني الملائكة الذين هم في عِلِّيِّينَ، يشهدون؛ أي: يحضرون ذلك المكتوبَ وذلك الكتابَ إذا صُعِدَ به إلَى عِلِّيِّينَ {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣)} إلَى ما أعطاهم اللَّهُ تعالى من النعيم والكرامة {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤)} إذا رَأيْتَهُمْ عَرَفْتَ أنَّهُم من أهل النعمة مما تَرَى في وجوههم من الحُسْنِ والنُّورِ والبياض، يقال: نضِرَ النَّباتُ: إذا أزْهَرَ وَنَوَّرَ.

قرأ العامة: {تَعْرِفُ} بفتح التاء وكسر الراء {نَضْرَةَ} بالنصب، وقرأ أبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الراء (١) على غير تسمية الفاعل {يُسْقَوْنَ} يعني الأبرار {مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥)} الرَّحِيقُ: الخَمْرُ الصافية، وقيل (٢): المُعَتَّقةُ، قال الشاعر:

٤٩١ - أمْ لَا سَبِيلَ إلَى الشَّبابِ وَذِكْرِهِ... أشْهَى إلَيَّ مِنَ الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ (٣)


= عَلَى نَأْيكُمْ إنْ كَانَ فِي الماءِ راقِمُ
اللغة: الماء القَراحُ: الخالص الذي لَمْ يُخَالِطْهُ شَيْءٌ يُطَيَّبُ به كالعسل والتمر والزبيب.
التخريج: ديوانه ص ١١٦، فصل المنال ص ٣٠٧، الجيم ٢/ ٢٣، الزاهر لابن الأنباري ١/ ١٠٥، تهذيب اللغة ٩/ ١٤٣، مقاييس اللغة ٢/ ٤٢٥، مجمع الأمثال ٣/ ٤٩٠، معجم البلدان: الرقيم ٣/ ٦٠، أساس البلاغة: رقم، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٥٨، اللسان: رقم، البحر المحيط ٨/ ٤٣٢، الدر المصون ٦/ ٤٩٣، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ٢١٣، التاج: رقم، فتح القدير ٥/ ٤٠٠.
(١) قرأ أبو جعفر ويعقوب وابن أبِي إسحاق وطلحة وشيبة والزعفرانِيُّ: "تُعْرَفُ" بالبناء للمفعول "نَضْرةُ" بالرفع، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٧٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٦٤، البحر المحيط ٨/ ٤٣٤، الإتحاف ٢/ ٥٩٧.
(٢) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٥١٩، وحكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير ٩/ ٥٨٠.
(٣) البيت من الكامل، لأبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ، ومعنى "السَّلْسَل": العَذْبُ البارِدُ السَّهْلُ في الحَلْقِ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>