للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأطاعَتْ فِي الانشقاق، مأخوذ من الأُذُنِ وهو الاستماع للشيء والإصغاء إليه {وَحُقَّتْ (٢) أي: حُقَّ لَها أنْ تَسْمَعَ كلامَ خالقها -عَزَّ وَجَلَّ- (١).

وقد تقدم الكلام فيما يرتفع بعد {إِذَا} فِي سورة {كُوِّرَتْ} (٢)، وأنه على إضمارِ فِعْلِ عند البصريين تقديره: إذا انشقت السماء انشقت، الفعل الثانِي مُفَسِّرٌ للفعل الأَول، وعند الكوفيين هو ابتداء وخبر، والعامل في {إِذَا}: اذْكُرْ (٣)، وقيل (٤): العامل فيه {انْشَقَّتْ}، وقيل (٥): العامل فيه قوله: {فَمُلَاقِيهِ} (٦).

واختلفوا في جواب {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، فقيل (٧): جوابه متروكٌ؛ لأن المعنى مفهوم، وقيل (٨): جوابه: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ}، ومجازه: إذا


(١) قاله أبو عمر الزاهد فِي ياقوتة الصراط ص ٥٦٣، وينظر أيضًا: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٧٦.
(٢) انظر ما تقدم ٤/ ٣٠٤.
(٣) قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ١٨٥، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٥.
(٤) ذكره مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٥.
(٥) قاله الأخفش في معانِي القرآن ص ٥٣٤، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٥، وعلى هذه الأوجه الثلاثة تكون "إذا" ظرفًا، فلا تحتاج إلى جواب، والمعنى: اذْكُرْ خَبَرَ ذلك الوقت، أو فملاقيه في ذلك الوقت ونحو ذلك، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٥/ ١٨٥، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٥، فإذا جعلت "إذا" شرطية احتاجت إلى جواب، وهو ما سيذكره المؤلف بعد قليل.
(٦) الانشقاق ٦.
(٧) حكاه المبرد عن بعضهم، وأجازه، وقاله الزجاج والنقاش وابن جني، وحكاه ابن الأنباري بغير عزو، انظر: المقتضب للمبرد ٢/ ٧٩، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٠٣، إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٧١، شفاء الصدور ورقة ٢٢٢/ أ، سر صناعة الاعراب ص ٦٤٧، وينظر أيضًا: الكشاف للزمخشري ٤/ ٢٣٤، عين المعانِي ورقة ١٤٣/ ب.
(٨) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ٢٢٢/ أ، وحكاه ابن عطية وأبو حيان عن الأخفش =

<<  <  ج: ص:  >  >>