للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل (١): عائدة على رَدِّ الماء فِي الصُّلْبِ أو فِي الإحْلِيلِ (٢)، وقيل (٣): هو قادر على رَجْعِهِ بَعْدَ الكِبَرِ إلَى الشَّبابِ، وَبَعْدَ الشَّبابِ إلَى الصِّبا، وَبَعْدَ الصِّبا إلَى النُّطْفةِ، ومعنى الرَّجْعِ: رَدُّ الشَّيْءِ إلَى أوَّلِ حالِهِ.

والقول الأول هو الاختيار؛ لقوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩) أي: تُظْهَرُ وَتُخْتَبَرُ يومَ القيامة، والسَّرائِرُ جمع سَرِيرةٍ، وهي فرائض الأعمال كالصلاة والصوم والزكاة والوضوء وَغُسْلِ الجَنابةِ، هي سَرائِرُ بَيْنَ اللَّه تعالى وبين العَبْدِ؛ لأن الأعمال كُلَّها سرائرُ خَفِيّةٌ، فلو شاء العبد أن يقول: صلَّيْتُ -وَلَمْ يُصَلِّ-، أو صُمْتُ -وَلَمْ يَصُمْ-، أو اغْتَسَلْتُ -وَلَمْ يَغْتَسِلْ- لَفَعَلَ.

و {يَوْمَ} نصب على الظرف، والعامل فيه {لَقَادِرٌ} على قول من قال: الهاء في {رَجْعِهِ} عائدة على الإنسان، وعلى قول مَنْ قال: هي عائدة على رَدِّ الماء في الصُّلْبِ أو الإحْلِيلِ نَصَبَ يَوْمًا بفعل مضمر؛ أي: اذْكُرْ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ، ولا يعمل فيه {لَقَادِرٌ} (٤).


= ٣٠/ ١٨٣، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣١٢، إعراب القرآن ٥/ ٢٠٠، تهذيب اللغة ١/ ٣٦٤، زاد المسير ٩/ ٨٣، تفسير القرطبي ٢٠/ ٧.
(١) قاله مجاهد وعكرمة وابن زيد، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٥٥، جامع البيان ٣٠/ ١٨٢، ١٨٣، إعراب القرآن ٥/ ٢٠٠، تهذيب اللغة ١/ ٣٦٤، إعراب ثلاثين سورة ص ٤٩، الوسيط ٤/ ٤٦٥، زاد المسير ٩/ ٨٤، تفسير القرطبي ٧/ ٢٠.
(٢) إحْلِيل الذَّكَرِ: ثَقْبُهُ الذي يخرج منه البَوْلُ، وجمعه الأحالِيلُ. اللسان: حلل.
(٣) قاله الضحاك ومقاتل، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٨٣، إعراب القرآن ٥/ ٢٠٠، الكشف والبيان ١٠/ ١٨٠، الوسيط ٤/ ٤٦٥، زاد المسير ٩/ ٨٣، ٨٤، تفسير القرطبي ٧/ ٢٠.
(٤) لا يعمل في {يَوْمَ} قَوْلُهُ: {لَقَادِرٌ}؛ لأنه لو كان هو العامل فيه لكان المعنى: إن اللَّه قادرٌ على رَجْعِهِ في هذا اليوم، وهو خطأ؛ لأن اللَّه قادر على رَجْعِهِ في هذا اليوم وفي غيره، ولذلك فالعامل في "يَوْمَ" فِعْلٌ مضمرٌ كما ذكر الجِبْلِيُّ وغيرُهُ، وذهب النَّحّاسُ إلَى أن العامل فيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>