للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأنْفَسِهِ، تَأْكُلُ النَّوَى والقَتَّ، وَتُخْرِجُ اللَّبَنَ، ويأخذ الصَّبِيُّ بِزِمامِها ويذهب بِها حيث شاءَ، مع عِظَمِها فِي نفسها.

وَيُحْكَى أن فَأْرةً أخَذَتْ بِزِمامِ ناقةٍ، فَجَعَلَتْ تَجُوهُ، وهي تَتْبَعُها حتى بلغت الجُحْرَ، فَجَرَّت الزِّمامَ فَبَرَكَت النّاقةُ، فَجَرَّت الفَأْرةُ الزِّمامَ، فَقَرَّبَت الناقةُ فَمَها مِنْ جُحْرِ الفَأْرةِ (١)، فسبحان الذي قَدَّرَها وَسَخَّرَها، وقيل (٢): الإبل هاهنا: السَّحابُ، قال الثعلبي -رحمه اللَّه- (٣): وَلَمْ أجِدْ لذلك أصلًا في كتب الأئمة.

قوله: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨)} يعني: عن الأرض بغير عَمَدٍ حتى لا يَنالُها شَيْءٌ {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩)} على الأرض مُرْساةً عليها لا تزول {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠)} يعني: بُسِطَتْ، والسطْحُ: بَسْطُ الشَّيءِ، ويقال لِظَهْرِ البَيْتِ إذا كان مُسْتَوِيًا: سَطْحٌ (٤).

قال أنسُ بن مالك: صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ -رضي اللَّه عنه-، فقرأ: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}، وكذلك {رُفِعَتْ} و {نُصِبَتْ}


(١) هذه الحكاية حكاها الثعلبي عن أبي القاسم بن حبيب عن بعض التفاسير في الكشف والبيان ١٠/ ١٨٩، وينظر: الوسيط ٤/ ٤٧٦، المحرر الوجيز ٥/ ٤٧٤، عين المعانِي ورقة ١٤٤/ ب.
(٢) قاله أبو عمرو بن العلاء، قال ابن خالويه: "من جعله السحابَ قرأ: "إلَى الإبِلِّ". إعراب ثلاثين سورة ص ٧٠، يعني بتشديد اللام، وحكاه ابن عطية عن المبرد في المحرر الوجيز ٥/ ٤٧٤، وينظر: زاد المسير ٩/ ٩٩، اللسان: أبل.
(٣) الكشف والبيان ١٠/ ١٩٠.
(٤) حكاه الأزهري عن الليث في التهذيب ٤/ ٢٧٨، وينظر: الوسيط للواحدي ٤/ ٤٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>