للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَوَى عِمْرانُ بنُ الحُصَيْنِ (١) عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "هِيَ الصَّلَواتُ الخَمْسُ، فِيها شَفْعٌ وَوَتْرٌ" (٢)، وقيل (٣): الشَّفْعُ: أبْوابُ الجَنّةِ والوَتْرُ أبْوابُ النّارِ، وفيه أقاويلُ كثيرةٌ يطول شرحها هاهنا.

ومعنى الشَّفْعِ في اللغة اثنانِ، والوَتْرُ واحِدٌ (٤)، قرأ أبو جعفر وَشَيْبةُ ونافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم: "الوَتْرِ" بفتح الواو، وقرأ يحيى بن وَثّابٍ والأعمشُ والحسنُ وَحَمْزةُ والكِسائِي بكسر الواو (٥)، وهما لُغَتانِ حَسَنَتانِ.

قوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤)} يعني: إذا سارَ وَذَهَبَ، وقيل: إذا جاء وأقبل، واختلف القُرّاءُ فِي قوله: {يَسْرِ}، فقرأ أهلُ المدينة وأبو عمرو وعيسى بنُ عُمَرَ بالياء في الوصل، وَرُوِيَ ذلك عن الكسائيِّ، وقرأ ابنُ عامر وعاصمٌ وَحَمْزةُ بحذف الياء في الوصل والوقف إتْباعًا لِلْخَطِّ، وقرأ ابن كثير ويعقوبُ بالياء في الحالَيْنِ على الأصل (٦).


(١) عِمْرانُ بنُ حُصَيْنِ بن عُبَيْدٍ، أبو نُجَيْدٍ الخُزاعِي، من علماء الصحابة، أسلم عام خَيْبَرَ، وكانت معه رايةُ خُزاعةَ يوم فتح مكة، بعثه عُمَرُ إلَى أهل البصرة ليفقههم، وَوَلَّاهُ زِيادٌ قَضاءَها، وكان ممن اعتزل حرب صِفِّينَ، توفي بالبصرة سنة ٥٢ هـ. [أسد الغابة ٤/ ١٣٧، ١٣٨، الإصابة ٤/ ٥٨٦ - ٥٨٤، الأعلام ٥/ ٧٠].
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ٤/ ٤٣٨، ٤٤٢، والطبرانِيُّ في المعجم الكبير ١٨/ ٢٣٢، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٢٣٥/ ب، الكشف والبيان ١٠/ ١٩٢.
(٣) قاله الحسن بن الفضل، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٩٣، المحرر الوجيز ٥/ ٤٧٧، تفسير القرطبي ٢٠/ ٤١.
(٤) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٥٢٦، وحكاه الأزهري عن الليث في التهذيب ١/ ٤٣٧.
(٥) قرأ بكسر الواو أيضًا: ابنُ عباس وابنُ مسعود وَخَلَفٌ وَقَتادةُ وأبو رجاء وطلحةُ، ينظر: معانِي القراءات للأزهري ٣/ ١٤٢، تفسير القرطبي ٢٠/ ٤١، البحر المحيط ٨/ ٤٦٣، الإتحاف ٢/ ٦٠٨.
(٦) ينظر في هذه القراءات: السبعة ٦٨٣ - ٦٨٤، تفسير القرطبي ٢٠/ ٤٢، البحر المحيط ٨/ ٤٦٣، الإتحاف ٢/ ٦٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>