(٢) قوله: "وهو الاختيار" إنما هو اختيار أبِي عُبَيدٍ، فإن أكثر القُرّاءِ قَرَءُوا: "لَا يُعَذِّبُ. . . وَلَا يُوثِقُ" بكسر الذال والثاء، وإنما اختار أبو عبيد فَتْحَ الذال والثاء، واحتجَّ بحديثٍ رواه عن هشام وَعَبّادِ بن عَبّادٍ عن خالِدٍ الحَذّاءِ عن أبِي قِلابةَ عَمُّنْ أقْرَأهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦)} بفتح الذال والثاء، قال النحاس: "وهذا الحديث بيِّنٌ؛ لأنه إذا وقع فِي الحديث مجهولٌ لَمْ يُحْتَجَّ به في غير القرآن، فكيف في كتاب اللَّه ومعارضتِهِ الجماعةَ الذين قِراءَتُهُمْ عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ "، إعراب القرآن ٥/ ٢٢٤، ٢٢٥. وقال ابن خالويه: "وقيل لأبِي عمرو بن العلاء: لِمَ تَرَكْتَ هذه القراءةَ، يعني الفتح، وقد أُثِرَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال: لأنِّي أتَّهِمُ الواحدَ الشّاذَّ إذا أتى بخلاف ما عليه الكافّةُ، يعني أنه قد رُوِيَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الفَتْحُ من وَجْهٍ واحدٍ، والكسْرُ عنه من وُجُوهٍ". إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٨٠، وينظر: الحجة للفارسي ٤/ ١٢٣، معانِي القراءات للأزهري ٣/ ١٤٥، ١٤٦.