وإذا كانت بمعنى "لَمْ" لَمْ يَلْزَمْ تكريرُها كما قال العلماء، قال الفَرّاءُ: "وقوله تعالى: "فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبةَ"، وَلَمْ يُضَمَّ إلَى قوله: "فَلَا اقْتَحَمَ" كَلَامٌ آخَرُ فيه "لا"؛ لأن العرب لا تكاد تُفْرِدُ "لا" في الكلام حتى يُعِيدُوها عليه في كلامٍ آخَرَ، كما قال تعالى: "فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلى"، و"لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، وهو كان في آخِرِهِ معناه، فاكتفى بواحدة من أخرى، ألا ترى أنه فَسَّرَ اقتحامَ العَقَبةِ بشيئين فقال: "فَكَّ رَقَبةً. أوْ أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبةٍ. . . ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا"، فَفَسَّرَها بثلاثة أشياءَ، فكأنه كان في أوَّلِ الكلام: فَلَا فَعَلَ ذا وَلَا ذا وَلَا ذا". معانِي القرآن ٣/ ٢٦٤، ٢٦٥، وينظر أيضًا: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٢٩، الأصول لابن السراج ١/ ٤٠٠، ٤٠١، ٢/ ٦٠، حروف المعانِي للزجاجي ص ٨، الحجة للفارسي ٤/ ١٢٥، تهذيب اللغة ١٥/ ٤٢٠، الصاحبي ص ٢٥٧. (٢) تقدم برقم ٢٩٧، ٣/ ٢١٤. (٣) قاله قتادة والواحدي، ينظر: الوسيط للواحدي ٤/ ٤٩١ وينظر قول قتادة في الكشف والبيان ١٠/ ٢١٠، المحرر الوجيز ٥/ ٤٨٥، زاد المسير ٩/ ١٣٤، عين المعانِي ورقة ١٤٥/ ب. (٤) ينظر قوله في جامع البيان ٢٩/ ٥٩، إعراب القرآن ٥/ ٢٣٢، الكشف والبيان ١٠/ ٢١٠، مجمع البيان ١٠/ ٣٦٥، تفسير القرطبي ٢٠/ ٦٦.