للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَتُظْلِمُ الآفاقُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥) أي: والَّذِي بَناها (١)، وقيل (٢): وَمَنْ بَناها كقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (٣)، وقوله: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (٤)، "ما" بمعنى "مَنْ"، كقول أهل الحجاز: فَسُبْحانَ ما يُسَبِّحُ لَهُ الرَّعْدُ (٥)، فإن "ما" يَعُمُّ كُلَّ شَيْءٍ.

وقال الفَرّاءُ (٦) والزَّجّاجُ (٧): "ما" بمعنى المصدر، تقديره: وَبِنائِها. ويحتاج إلَى تقديرِ حَذْفِ مُضافٍ تقديره: وَصاحِبِ بِنائِها، وهو الأصَحُّ (٨).


(١) قاله الأخفش في معانِي القرآن ص ٥٣٩، وأبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٢٤٠، ٢٤١، ٢/ ٩٥، وحكاه ابن قتيبة والزجاجي عن أبي عمرو بن العلاء، ينظر: تأويل مشكل القرآن ص ٥٣٣، حروف المعانِي للزجاجي ص ٥٥.
(٢) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٣٠٠، والأزهري في تهذيب اللغة ١٥/ ٦٢٦، وحكاه ابن فارس عن أبِي عبيدة في الصاحبي ص ٢٦٩.
(٣) النساء ٣.
(٤) النساء ٢٢.
(٥) هذا القول حكاه أبو عمرو وأبو زيد عن العرب، ينظر: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص ٥٣٣، المقتضب للمبرد ٢/ ٢٩٥، ٤/ ١٨٥، الأصول لابن السراج ٢/ ١٣٥، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٣٢، المسائل الشيرازيات ص ٤٩٣، المسائل المشكلة ص ٢٦٥.
(٦) قال الفراء: "وقد تكون "ما" وما بعدها في معنى المصدر، كقوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}، كأنه قال: والسَّماءِ وَبنائِها، وَنَفْسٍ وَتَسْوِيَتها"، معانِي القرآن ٣/ ٢٦٣ - ٢٦٤.
(٧) قال الزجاج: "وقوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} معناه: والسَّماءِ وَبِنائِها، وكذلك: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} معناه: والأرْضِ وَطَحْوِها، وكذلك: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}. معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٣٢.
(٨) المؤلف بهذا يختار رأي الفَرّاءِ والزَّجّاجِ، وإليه ذهب المُبَرّدُ وابنُ السرّاجِ والنَّحّاسُ وابنُ خالَوَيْهِ، ينظر: المقتضب للمبرد ٢/ ٥١، ٢٩٥، الأصول لابن السراج ٢/ ١٣٥، ١٣٦، إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٢٣٥ - ٢٣٦، إعراب ثلاثين سورة لابن خالويه ص ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>