للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإنَّهُمْ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشِّقْوةِ، فقال: "لا، اعْمَلُوا وَسَدِّدُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ، أمّا مَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ السَّعادةِ، فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ السَّعادةِ، وَأمّا مَنْ كانَ مِنْ أهْلِ الشَّقاوةِ، فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ الشَّقاوةِ"، ثُمَّ تَلَا هذه الآياتِ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (١)، رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

قوله: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١)} يعني: في جَهَنَّمَ، و"ما" في موضع نصب بـ {يُغْنِي}؛ أي: وَأيُّ شَيْءٍ يَدْفَعُ عنه مالُهُ إذا سَقَطَ فِي النّارِ؟ (٢) وقيل (٣): إذا هَلَكَ، يُقال في الهَلاكِ: رَدِيَ يَرْدَى وَتَرَدَّى: إذا سَقَطَ، وَرَدُؤَ الرَّجُلُ يَرْدُؤُ رَداءةً، فَهُوَ رَدِيءٌ مُرْدِئٌ (٤).

قوله: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (١٢) أي: البيان، قال الزَّجّاجُ (٥): معناه: علينا أن


(١) صحيح البخاري ٢/ ٩٩ كتاب الجنائز: باب موعظة المُحَدِّثِ عند القَبْرِ، ٦/ ٨٤ كتاب تفسير القرآن: سورة "واللَّيْلِ إذا يَغْشَى"، صحيح مسلم ٨/ ٤٦، ٤٧ كتاب القَدَرِ: باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وَأجَلِهِ. والمِخْصَرةُ: قضيب يُمْسِكُهُ الرئيسُ لِيَتَوَكَّأ عليه، ويُشِيرَ بهِ إلَى ما يريد، سُمِّيَتْ بذلك لأنها تحمل تحت الخصر. اللسان: خصر.
(٢) يعني أن "ما" استفهامية، قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ٢٤٣، وذهب ابن خالويه إلى أن "ما" نافية، وأجازه مَكِّيٌّ، ينظر: إعراب ثلاثين سورة ص ١١١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٧٩، وينظر أيضًا: التبيان للعكبري ص ١٢٩١، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٦٨٥، تفسير القرطبي ٢٠/ ٨٥، ٨٦، مغني اللبيب ص ٤١٥.
(٣) قاله النحاس فِي إعراب القرآن ٥/ ٢٤٣، وينظر أيضًا: إعراب ثلاثين سورة لابن خالويه ص ١١١.
(٤) هذا أيضًا، من كلام النحاس، وقال الأزهري: "قال الليث: رَدُؤَ الشَّيْءُ يَرْدُؤُ رَداءةً، وإذا أصاب الإنسانُ شَيْئًا رَدِيئًا فهو مُرْدِئٌ، وكذلك إذا فعل شيئا رَدِيئًا". تهذيب اللغة ١٤/ ١٦٧ - ١٦٨.
(٥) معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>