للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"أمّا" إذا كانت خَبَرًا فُتِحَتْ، تقول: أمّا عَمْرٌو فَقادِمٌ، وَأمّا زيدٌ فَظاعِنٌ، وهي هاهنا خَبَرٌ (١)، قال الشاعر:

٥٢٤ - تَرَحَّلَ جِيرانِي، فَأمّا خِيارُهُمْ... فَسارُوا، وَأمّا شَرُّهُمْ فَمُقِيمُ (٢)

قوله: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١) أي: حَدِّثْ بِما أنْعَمَ اللَّه عَلَيْكَ وَما خَصَّكَ به من النبوة والإسلام والقرآن.


(١) "إمّا" المكسورة بمعنى "أوْ"، ومعناها الإباحة أو التخيير، و"أمّا" المفتوحة ليست خَبَرًا كما قال المؤلف، بل هي حرف شرط، والفاء واقعة في جوابها، قال سيبويه: "وأما "أمّا" ففيها معنى الجزاء، كأنه يقول: عَبْدُ اللَّهِ مَهْما يَكُنْ مِنْ أمْرِهِ فَمُنْطَلِقٌ، ألا ترى أن الفاء لازمة لَها أبدا". الكتاب ٤/ ٢٣٥.
وقال المبرد: "هذا باب "أمّا" و"إمّا"، أما المفتوحة فإن فيها معنى المُجازاةِ، وذلك قوله: أمّا زيدٌ فله درهم، وَأمّا زَيْدٌ فَأعْطِهِ دِرْهَمًا، فالتقدير: مَهْما يَكُنْ من شيء فَأعْطِ زيدًا دِرْهَمًا، فَلَزِمَت الفاءُ الجَوابَ، لِما فيه من معنى الجزاء. . . وَمَنْ رَأي أن يقول: زيدًا ضَرَبْتُهُ، نصب بهذا فقال: أمّا زيدًا فاضْرِبْهُ، وقال: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}. . .، وأما "إمّا" المكسورة فإنها تكون في موضع "أوْ"، وذلك قولك: ضَرَبْتُ إمّا زيدًا وَإمّا عَمْرًا؛ لأن المعنى: ضَرَبْتُ زيدًا أوْ عَمْرًا، وقال اللَّه تعالى: {إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ}، وقال: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}. المقتضب ٣/ ٢٧ - ٢٨، وينظر أيضًا: حروف المعاني ص ٦٣، ٦٤، تهذيب اللغة ١٥/ ٦٢٨ - ٦٣٠، الصاحبي ص ٢٠٦، الأزهية ص ١٥٣، معانِي الحروف ص ١٢٩: ١٣١، رصف المبانِي ص ٩٧، مغني اللبيب ص ٧٨ وما بعدها، الجنى الدانِي ص ٥٢٢.
(٢) البيت من الطويل لابن مَيّادةَ، وَنُسِبَ لِمُزاحِمٍ العُقَيْليِّ. وروايته في ديوان ابن ميادة:
مَنازِلُ، أمّا أهلُها فتَحَمَّلُوا... فَسارُوا، وَأمّا صَبُّهُمْ فَمُقِيمُ
التخريج: ديوان ابن ميادة ص ٢٥١، معجم البلدان ٧/ ١٧٥: قِنْعٌ، زهر الآداب ٤/ ٥، تاريخ دمشق ١٨/ ٢٠٤، منتهى الطلب ٧/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>