وقال المبرد: "هذا باب "أمّا" و"إمّا"، أما المفتوحة فإن فيها معنى المُجازاةِ، وذلك قوله: أمّا زيدٌ فله درهم، وَأمّا زَيْدٌ فَأعْطِهِ دِرْهَمًا، فالتقدير: مَهْما يَكُنْ من شيء فَأعْطِ زيدًا دِرْهَمًا، فَلَزِمَت الفاءُ الجَوابَ، لِما فيه من معنى الجزاء. . . وَمَنْ رَأي أن يقول: زيدًا ضَرَبْتُهُ، نصب بهذا فقال: أمّا زيدًا فاضْرِبْهُ، وقال: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}. . .، وأما "إمّا" المكسورة فإنها تكون في موضع "أوْ"، وذلك قولك: ضَرَبْتُ إمّا زيدًا وَإمّا عَمْرًا؛ لأن المعنى: ضَرَبْتُ زيدًا أوْ عَمْرًا، وقال اللَّه تعالى: {إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ}، وقال: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}. المقتضب ٣/ ٢٧ - ٢٨، وينظر أيضًا: حروف المعاني ص ٦٣، ٦٤، تهذيب اللغة ١٥/ ٦٢٨ - ٦٣٠، الصاحبي ص ٢٠٦، الأزهية ص ١٥٣، معانِي الحروف ص ١٢٩: ١٣١، رصف المبانِي ص ٩٧، مغني اللبيب ص ٧٨ وما بعدها، الجنى الدانِي ص ٥٢٢. (٢) البيت من الطويل لابن مَيّادةَ، وَنُسِبَ لِمُزاحِمٍ العُقَيْليِّ. وروايته في ديوان ابن ميادة: مَنازِلُ، أمّا أهلُها فتَحَمَّلُوا... فَسارُوا، وَأمّا صَبُّهُمْ فَمُقِيمُالتخريج: ديوان ابن ميادة ص ٢٥١، معجم البلدان ٧/ ١٧٥: قِنْعٌ، زهر الآداب ٤/ ٥، تاريخ دمشق ١٨/ ٢٠٤، منتهى الطلب ٧/ ١٣١.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute