للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقَدْرِ}، فهذا أفْضَلُ مِمّا عَجِبْتَ أنْتَ وَأُمَّتُكَ مِنْهُ" قال: فَسُرَّ بذلك النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- والناسُ معه (١).

وعن ابن عباس قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إسْرائِيلَ حَمَلَ السِّلَاحَ على عاتِقِهِ في سَبيلِ اللَّه ألْفَ شَهْرٍ، فَعَجِبَ لِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَجَبًا شَدِيدًا، وَتَمَنَّى أنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي أُمَّتِهِ، فَدَعا رَبَّهُ فقال: "يا رَبِّ! جَعَلْتَ أُمَّتِي أقْصَرَ الأُمَمِ أعْمارًا، وَأقَلَّهُمْ أعْمالًا"، فأعطاه اللَّهُ تعالَى لَيْلةَ القَدْرِ، فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، أعْطَيْتُكَ هذه اللَّيْلةَ، وَأعْطَيْتُها أُمَّتَكَ فِي كُلِّ سَنةٍ، لَيْلةُ خَيْرٍ لَكَ وَلأُمَّتِكَ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ الَّذِي حَمَلَ فيه السِّلَاحَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهِيَ لَكَ وَلأُمَّتِكَ إلَى يَوْمِ القِيامةِ" (٢).

وَرُوِيَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ صَلَّى المَغْرِبَ والعِشاءَ فِي جَماعةٍ، فَقَدْ أخَذَ بِحَظِّهِ مِنْ لَيْلةِ القَدْرِ، وَمَنْ قَرَأها فَكَأنَّما قَرَأ رُبُعَ القُرْآنِ" (٣).

وألْفُ شَهْرٍ: ثلاثٌ وثمانون سنةً، وأربعةُ أشهرٍ، واللَّه أعلم.


(١) ينظر: شفاء الصدور ورقة ٢٥٣/ أ، الكشف والبيان ١٠/ ٢٥٥، ٢٥٦، تفسير القرطبي ٢٠/ ١٣٢، تفسير ابن كثير ٤/ ٥٦٧، الدر المنثور ٦/ ٣٧١.
(٢) رواه البيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٣٠٦ كتاب الصيام: باب فضل ليلة القدر، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٢٥٤/ أ، الكشف والبيان ١٠/ ٢٥٦، أسباب النزول ص ٢٠٤، الوسيط ٤/ ٥٣٧.
(٣) الشطر الأول من هذا الحديث إلَى قوله: "من ليلة القدر" رواه الطبرانِيُّ بسنده عن أبِي أمامة في المعجم الكبير ٨/ ١٧٩، ومسند الشاميين ٢/ ٤٣، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٢٥٤/ ب، الكشف والبيان ١٠/ ٢٥٥، عين المعانِي ورقة ١٤٦/ ب، مجمع الزوائد ٢/ ٤٠ كتاب الصلاة: باب في صلاة العشاء الآخِرةِ والصبحِ في جماعة، كنز العمال ٧/ ٣٩٧، وأما بقية الحديث فهو جزء من حديث آخر رُوِيَ عن أنس، ولفظه: "مَنْ قَرَأ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} عُدِلَتْ بِرُبُعِ القُرْآنِ. . . إلخ"، ينظر في: الدر المنثور ٦/ ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>