للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن شَدّادِ بنِ أوْسٍ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في بعض ما يقول: "ألَا إنَّ الدُّنْيا عَرَضٌ حاضِرٌ، يَأْكُلُ مِنْها البَرُّ والفاجِرُ، وَإنَّ الآخِرةَ أجَلٌ صادِقٌ، يَقْضِي فِيها مَلِكٌ قادِرٌ، وَإنَّ الخَيْرَ كُلَّهُ بحَذافِيرِهِ فِي الجَنّةِ، وَإنَّ الشَّرُّ كُلَّهُ بِحَذافِيرِهِ فِي النّارِ، فاعْمَلُوا وَأنْتُمْ مِنَ اللَّهِ عَلَىَ حَذَرٍ، واعْلَمُوا أنَّكُمْ تُعْرَضُونَ عَلَى أعْمالِكُمْ وَأنْتُمْ مُلَاقُو اللَّهِ لا بُدَّ مِنْهُ، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (١).

قال النَّقّاشُ (٢): وواحد الحَذافِيرِ حِذْفارٌ، ومعناه: جَماعةٌ، ويُقال: أخَذْتُ الشَّيْءَ بِحَذافِيرِهِ؛ أي: بِرُمَّتِهِ، وَحَذافِيرُ وَجَزاِميرُ واحدٌ.

قال ثعلبٌ (٣): حَذافِيرُها: جَوانِبُها، واحِدُها حُذْفُورٌ، واللَّه أعلم.

* * *


(١) رواه البيهقىِ في السنن الكبرى ٣/ ٢١٦ كتاب الجمعة: باب "إنما الدنيا عرض حاضر"، وينظر: الدر المنثور للسيوطي ٦/ ٣٨٣، كنز العمال للهندي ٣/ ٢٣٣، ١٥/ ٩٣٤.
(٢) شفاء الصدور ورقة ٢٦٨/ أ.
(٣) ينظر قول ثعلب في تهذيب اللغة للأزهري ٥/ ٣٣٢، ٣٣٣، لسان العرب: حذفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>